من تلامذته أبي بن كعب وعثمان وعبد الله ابن مسعود وعبد الله بن عباس وزيد بن ثابت.
ثم استمرت دراسة القرآن مقرونة بدراسة النحو الى اواسط القرن الثاني وهو زمان تلامذة السبعة ففي خلال هذه السنين المتمادية شغل النحو ودراسة القرآن جميع المحافل العلمية والمذهبية للجامعة الاسلامية وكانت عوامل حصر الهمم في دراسة القرآن كثيرة جدا اذ أن القرآن كتاب ديني الهي واسلوبه معجز ولم يكن للعرب سعة اطلاع وطول باع في العلوم والفنون الفلسفية والرياضية والكيمياوية والصناعية وغيرها ، وكان اول فن العرب وربما آخره ما يجري على السنتهم من الخطابة والشعر وما يبدعه خيالهم من التمثيلات والاستعارات والاقاصيص ولذلك جعل الله القرآن المجيد وهو كلام ملفوظ معجزة لنبيه ص وآله وسيبقى اعجازه خالدا ما بقى الدهر.
ولا تظن ان المشركين قد سكتوا عن مقابلة تحديات القرآن ولم يعارضوا تلك التحديات المخزية لهم بل اجتمعوا وتشاوروا وتعاضدوا وتكاتفوا ولكن فشلت عزماتهم حينما عثروا على الايات الالهية الباهرة والكلمات السماوية النيرة من قوله تعالى : (١) (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ومن قوله تعالى (٢) : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي)، وقد وازن مدققوهم (على ما نقل) بين قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) وبين قول بعض العرب المجيب الذين اجابوا عبثا دعوة القرآن للتحدي ـ القتل انفى للقتل ـ فوجدوا الفروق الادبية بين الكلامين بالغة الى اثنتى عشرة
__________________
(١) سورة هود الآية (٤٣).
(٢) طه الآية ٣٩.