وقيل حرف كل شيء طرفه ووجهه وحافته وحده وناحيته والقطعة منه والحرف ايضا واحد حروف التهجي كانه قطعة من الكلمة ، وقيل الحرف هو الوجه كما في قوله تعالى (١) :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) وعلى الاول المراد من السبعة احرف القراءات السبعة تسمية للشيء باسم جزئه وما هو منه ، وعلى الثاني سبعة اوجه من اللغات كما قاله ابو عمر والداني وابو عبيد واكثر العلماء فقال ابو عبيد قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم ويمن ، وقيل بان خمس لغات تكون في اكناف هوازن ولغتين اخريين في جميع السنة العرب وقال ابو عبيد الهروي ان تلك اللغات السبعة متفرقة في القرآن بمعنى ان بعضه قرشي وبعضه هوازني وهكذا.
واستشكل على هذا التوجيه باننا نرى ان هشام بن حكم وعمر كلاهما قرشيان ويختلفان في القراءة.
وقال ابن قتيبة ان العرب تختلف في كيفية الاداء وكل واحد من ارباب اللهجات المختلفة اذا اراد ان يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشئا وكهلا لاشتد عليه ذلك وعظمت المحنة فيها فاراد الله ان يجعل لهم متسعا في اللغات ومراده من هذا البيان الاختلاف في كيفية اداء ـ اف ـ و ـ جبرئيل ـ و ـ ارجه ـ و ـ هيهات ـ و ـ هيت ـ ـ عليهم ـ الذي يقرىء ـ عليهموا ـ مثلا ـ و ـ موسى ـ و ـ عيسى ـ بالامالة او بدونها واشمام الضم مع الكسر في مثل ـ قيل لهم ـ و ـ غيض الماء ـ او عدمه ـ وخبيرا ـ و ـ بصيرا ـ بالترقيق او بدونه ، وان التميمي يهمزو القرشي لا يهمز وان الهذلي يقرىء : عتى حين ـ بدلا من ـ حتى حين والاسدي يقرىء : تعملون يعلم ـ يسود ـ ألم اعهد ـ بالكسر في حرف المضارع ، بل ترى ان اللبناني يبدل القاف
__________________
(١) الحج الآية ١١.