ونقل ابن الجزري هذا الحديث عن تسعة عشر صحابيا وقال : قال الامام الكبير ابو عبيد القاسم بن سلام ان هذا الحديث تواتر عن النبي (ص) وقال ابن الاثير في ـ نهايته في الحديث ـ نزل القرآن على سبعة احرف كلها كاف شاف اراد بالحرف : اللغة ، يعني على سبع لغات من لغات العرب اي مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وليس معناه ان يكون في الحرف الواحد سبعة اوجه على انه قد جاء في القرآن ما قرىء بسبعة وعشرة كقوله : مالك يوم الدين وعبد الطاغوت ومما يبين ذلك قول ابن مسعود اني قد سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم انما هو كقول احدكم : هلم وتعال واقبل وفيه اقوال غير ذلك هذا أحسنها ، قال صاحب الوافي قال في القاموس مثله ، وقيل المراد من السبعة ليس معناه الحقيقي بل هو كناية عن السعة في التلفظ.
وقيل : المراد لغات العرب لان اصول قبائل العرب تنتهي الى سبعة وقيل اللغات الفصحى سبع وقال ابو الفضل الرازي ان السبعة هي عبارة عن :
١ ـ اختلاف الاسماء من الافراد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث والمبالغة وغيرهما.
٢ ـ اختلاف تصاريف الافعال من الماضي والمضارع والامر والاسناد الى مذكر او مؤنث او متكلم او مخاطب او فاعل او مفعول.
٣ ـ اختلاف الاعراب.
٤ ـ الاختلاف بالزيادة والنقيصة.
٥ ـ الاختلاف بالتقديم والتأخير.
٦ ـ تبديل كلمة او حرف بآخر.
٧ ـ الاختلاف بالادغام والاظهار والترقيق والتفخيم والفتح والأمالة مثلا.