وليس هذا الخلاف مقصورا على القواعد النحوية بل هو جار في قواعد الصرف ايضا كادغام (يضار) او عدم ادغامه (يضارر).
الرابع : مما يجب الانتباه له اختلاف البيئات والطوائف المختلفة في كيفية أداء الكلام والتلفظ بحروف الهجاء واعراب الجمل اختلافا فاحشا ، فالهذلي يقرىء عتى حين بدلا من حتى حين ، والاسدي يقرىء يعلمون وتعلم (بالكسر) بدلا من يعلمون وتعلم بالفتح ، ويتزايد هذا الاختلاف بسبب حدوث قواعد اجادة الاداء وهو علم التجويد ولا سيما مع ملاحظة ان هذا العلم انما يعتمد على الاستحسان والذوق في الاغلب وان الاذواق تختلف جدا فترى ان كيفية اداء القاف او الطاء مشروطة عند أهل التجويد بشروط وترى ان الادغامين ـ الكبير والصغير ـ كيف يؤثران في حالة التلفظ وان الروم والاشمام والامالة والترقيق والتفخيم والمد والاستطالة والنبرة والصفير والاشباع لها دور بين في اختلاف القراءات بل نرى ان اشباع الاشباع ربما يولد الحرف من الحركة فيقرىء القارىء المشبع لكسرة ـ ك ـ في (مالك يوم الدين) مالكي يوم الدين ، وهذا لحن واضح يوجب بطلان القراءة وبه تبطل صلاة المتعمد العالم باللحن ولكن المشبع يراه اجاد للقراءة لكونه اشباعا للكسرة ، اذا عرفت هذه الامور الاربعة علمت ان الاختلافات التي نذكرها عن قريب نشأت في الغالب اما عن اشتباه التفسير بالتنزيل او الاختلاف في الاعراب او في كيفية الاداء مما لا يوجب وهنا (والعياذ بالله منه) في القرآن المجيد فمن المدهش اننا رأينا بعض المستشرقين بالغوا في امر الاختلاف في القرآن حتى جعلوا الاختلاف في الادغام والاظهار اختلافا في القرآن في مثل نعم ـ نعما ـ بل جعلوا الاختلاف في رسم الخط اختلافا فيه في مثل كل ما وكلما فلتكن على بصيرة من امثال ذلك.
الخامس : اختلفت الاقوال في تواتر القراءات السبع بل العشر ،