وبعد ذلك اقول.
الجواب عن السؤال الاول يحتاج الى بيان مطالب لها ربط تام بالسؤال.
الاول : انه لا خفاء في ان النبي ص وآله كان اميا ولم يكن كاتبا بل الله سبحانه نهاه عن الكتابة بقوله : ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون ، ولذا كانت كتابة الوحي (القرآن) والرسائل موكولة الى الكتاب ، ثم أن كتاب الوحي كانوا تسعة اشخاص وكان لكل واحد منهم طريقة خاصة في جمع القرآن وترتيبه حتى ان عليا عليهالسلام كان يذكر شأن نزول كل آية مع بيان ما يفسر الاية على ما علمه النبي ص وآله.
الثاني : ان من المعلوم ان تنزيل القرآن كان متدرجا واوجب ذلك امكان اختلاف كتاب الوحي في ترتيب الايات ، نعم القطع حاصل بان ما بين الدفتين الموجود في جميع انحاء العالم وحي سماوي بأسره مادة وصورة كلمة بكلمة من دون اي تحريف.
الثالث : قد يظهر بادنى تأمل بان قواعد النحو ليست قهرية الانطباق على الموارد بحيث لم يمكن ان يختلف اثنان في تطبيقها على الجمل بل التطبيق على الموارد انما هو بنظر المطبق نحويا ام مقريا ، ومن هنا يأتي دور الاختلاف بين النحاة والقراء في اعراب الجمل من التراكيب الكلامية ، لاختلاف انظارهم في تميز الفاعل عن المفعول وفي متعلقات القيود وفي رجوع الاستثناء الى جملة وفي كيفية العطف وان ماذا ـ مثلا كلمتان او كلمة واحدة مركبة وغير ذلك ولذا ترى اختلاف ابن كثير مع غيره في اعراب : فتلقى آدم من ربه كلمات ، رفعا لادم ونصبا لكلمات وبالعكس ، وترى أن الشيخ الرضى نجم الائمة يعترض على قولهم : واذا عطف على المجرور اعيد الخافض ، بأنه على مذهب الكوفيين لانه قراءة حمزة وهو كوفي ولا نسلم بتواتر القراءات السبع ،