فهم معاني الالفاظ المفردة وتشخيص حقائقها ومجازاتها وتمييز المشترك المعنوي عن اللفظي.
بل يجب عليه التفكيك بين المجاز العقلي والمجاز في الكلمة بل بينها وبين المجاز في الاسناد ، مضافا الى ما هو المهم أيضا لو لم يكن أهم وهو الدقة في سعة المفهوم وضيقه من حيث الوضع أو المتفاهم العرفي ، فترى ان الصعيد اذا كان موضوعا لمطلق وجه الارض كان أمر التيمم سهلا واما اذا كان موضوعا للتراب الخالص كان أمره صعبا ، أضف اليه لزوم التفقه في ان تعنون الارض بسبب انقلابها من حال الى حال بأي عنوان يكون موجبا لخروجها عن صدق الأرض كالذهب والفضة وبأي عنوان لا يكون كذلك كتعنونها بعنوان العقيق والفيروز والمرمر ، اذ من الواضح ان تحقيق ذلك يؤثر في باب التيمم والسجدة فالذي يرى امكان تصادق عنوان العقيق والارض على قطعة من الارض له ان يفتى بجوازهما على العقيق ، والذي يرى خروج هذه الاشياء عن عنوان الارضية ، بصيرورتها عقيقا لا يفتى بذلك بل نقول بأن من الدقة في معاني الالفاظ المفردة هو الاخذ بظهوره الانسباقي الاولى.
مثال ذلك لفظ الرجل «بكسر الراء» الموضوع لعضو خاص معروف من اعضاء البدن فاذا لف بجورب او تلبس خفا لم تكن الرجل الا ما في الجورب والخف ، واما الجورب والخف بما هما هما فلم يكونا برجل قطعا ، ولو اطلق الرجل على الرجل الذي في الجورب حال تلبسه به وقيل مد رجلك مثلا كان ذلك للتغليب أو عدم الاعتناء بالجورب.
ولذا نحن الشيعة نقول بعدم جواز المسح على الخف ، ونرى صحة استدلال مولانا علي عليهالسلام على ذلك بقوله سبق الكتاب المسح على الخفين مريدا بذلك ان جلد المعز مثلا ليس رجلا امر الله تعالى بمسحه.
ثم لا ينحصر وجه الحاجة الى فهم مفردات اللغة على ما ذكرنا ، ولكننا نكتفي بما قلنا لكفايته في التصديق بالحاجة الى فهمها.