الله ولا تؤول كتاب الله برأيك فان الله يقول : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)، يعني اقتراحا حسب نظرك المخصوص بك وليس منه ما لا يختص به احد بل يشترك في فهمه كل ناظر في الكلام عارف بموازين اللغة.
الا ترى ان كل من يسمع قول الله تعالى : (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ) يفهم من كلمة اف كلما يبرز الانزجار ويشعر بالتضجر ، بلا تصرف نفسي ولا تفسير شخصي لهذا المفهوم.
ولما ذكرنا قال الشيخ الانصاري قدسسره ان الاخذ بالظاهر ليس من التفسير لأن التفسير عبارة عن كشف القناع ، ولا قناع للظاهر حتى يكشف ، الا أن الانصاف هو ان التفسير بمفهومه العام شامل لبيان ما يفهم من الظواهر لأن التفسير في اللغة ايضاح وبيان وكشف.
والبيان يشمل ايضاح المراد من الظاهر ، ويشهد بذلك صدق البيان على ما يرشد اليه الواعظ من آية قرآنية في مقام الوعظ والارشاد في مورد ايضاح المعارف الحقة والاخلاق الفاضلة وما شاكل ذلك اذا أوضح المراد منها ، فيكون كشف القناع لازم خاص للتفسير الا انه لازم مساو له أو لحده التام لان معنى فسر بين واسفرت المرأة وجهها أظهرته.
وعلى أي حال ، فالتفسير يشمل بيان الظواهر الا ان الممنوع منه شرعا بل وعقلا انما هو ابداء رأي لا يساعد عليه العرف العام وقوانين المحاورة والاصول العقلائية والحدود الشرعية ، فهو اخذ بما لا يكون كاشفا عن المراد بحسب النوع.
واما الطائفة الثالثة فنحن نقول بموجبها لأن الأخذ بالمتشابه يكون على خلاف سيرة العقلاء اذ المتشابه اما ان يكون بحسب ذات اللفظ