حديثا ، ولا بد لنا ان نفصل تلك الاخبار من جهة مفادها ، لان مداليلها الظاهرية مختلفة ، ثم تقريب الاستدلال بكل طائفة منها على مرام الاخباري والجواب عنه فنقول ، لا يمكن تنويع هذه الاخبار الى طوائف اربع :
الاولى : ما تمنع عن ضرب بعض القرآن ببعض ، حيث ورد في الكافي وغيره بانه (١) ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض الا كفر. وتقريب الاستدلال بهذه الطائفة ان التصرف بالتفسير في الآيات القرآنية ضرب لبعضها ببعض ، ولا اقل من شمول اطلاق هذا الكلام للتفسير والاخذ بالظاهر.
والجواب انه قد اختلف في معنى الحديث ، فقال المجلسي (ره) ان معناه الاستدلال ببعض الآيات المتشابهة على مذهب باطل وعقيدة فاسدة
ثم تأويل سائر الايات بحملها على المعنى الذي اراده ، وقال الصدوق (ره) معنى ضرب القرآن بعضه ببعض ان يجيب في تفسير آية اخرى ، وقال الفيض الكاشاني (ره) في تفسيره : لعل المراد بضرب بعضه ببعض تأويل بعض متشابهاته الى بعض بمقتضى الهوى من دون سماع من اهله او نور وهدى من الله ، وهكذا قال في الوافي ، فيكون معناه ان يؤول آية متشابهة ويحمل الاخرى على هذا المؤول ، والذي نختاره في معنى الحديث هو نقطيع الايات وتلفيقها خلطا ومزجا بما يوافق مذهبا فاسدا ، اضلالا للناس ، ويشهد لذلك ما نرى في الخارج من سيرة ارباب المذاهب الباطلة ، والاراء المضللة ، كجماعة من الصوفية وجمع من الخوارج الذين لا يقرعون ابواب الائمة العالمين بحقائق القرآن ويتصدون لاستخراج الفروع الفقهية وما شابهها من القرآن ، فلا يرون مناصا الا بتقطيع الايات ونشر قطعاتها ثم مزج بعضها ببعض ، فترى الصوفية وجمعا من الخوارج وحتى اولى الاراء السياسية يتشبثون بكلام الله فيلفقون قطعة آية او
__________________
(١) الوسائل ج ١٨٨ الباب ١٣ الحديث ٢٢.