واخبارهم ، علي بن ابي طالب عليهالسلام ، وهو قد بينه بدوره لابنه ، الحسن المجتبى عليهالسلام الوصي من بعده ، وهكذا سائر الائمة (ع) وهؤلاء بينوها لاصحابهم رواة الاحاديث ، دونها اهل التدوين وهم المشايخ الثلاثة الأقدمون المحمدون المعروفون (١) فنحن نقول ان الفحص في روايات الثقل الاصغر عترة النبي ص وآله يوجب انحلال العلم الاجمالي المذكور بعد علمنا التفصيلي بموارد وجدان المخالفات والشك البدوي في الموارد الاخر من الظواهر. فان قلت : ان الفحص عن معارضات ظواهر الكتاب والظفر بها بمقدار المعلوم بالاجمال لا يفيد الانحلال لبقاء احتمال وجود معارضات اخرى للظواهر في الواقع ولم نظفر بها ، اذ من الممكن وجود ناسخ او خاص ، او مقيد ، او قرينة مجاز ، لم نجدها بعد الفحص عن المعارضات.
قلت : لا بد في كل علم اجمالي ملاحظة دائرة تشكيله ، اذ لا تعقل اوسعية دائرة التنجز من دائرة التشكيل ، فاذا كانت محتملات الانطباق لمعلوم اجمالي مائة ، لم يجب ترتيب الاثر ـ اي اثر كان مترتبا على المعلوم ـ الا على هذا المقدار من الدائرة.
واما ما يكون خارجا عنها فلا ، وفي المقام هل لمنصف غير مشكك دعوى العلم بمخالفات الظواهر للقرآن ازيد مما ظفرنا عليه في اخبار اهل بيت الوحي والعصمة ، خزان علم الله وعلم النبي ص وآله؟! فدائرة العلم الاجمالي لم تكن اوسع مما بأيدينا من الاخبار ومن هذا البيان يتضح جواب من قال ان القرآن باجمعه خارج عن نطاق الافهام ويحتاج الى بيان النبي ص وآله.
وتوضيح الجواب هو ما قلنا من ان ما يحتاج الى البيان من آيات القرآن مبين بينه خلفاء النبي ص وآله ببيان منه لهم وبيانهم لنا.
__________________
(١) وهم محمد بن على بن الحسين الصدوق ومحمد بن يعقوب الكلينى ومحمد بن الحسن الطوسي.