لان النوع الاول هدفه ان يطبق نظاما يعيش الناس في ظله احرارا مرفهين ، بأي شكل من اشكال الحياة .. التي يختارونها لانفسهم ..
وكان هذا النوع من الحكم جيدا في السابق .. حيث كانت قفزات التطور الاجتماعية والحضارية صغيرة جدا ، وكانت المشاكل والازمات أقل من الآن ..
أما الآن وبالنسبة الى شعوب افريقيا واسيا والمجتمعات المتخلفة مثلا .. فهذا النوع من النظام الذي يريد المحافظة على واقع الناس المتخلف ، فغير صالح ابدا .. لانه يتنافى مع متطلبات التقدم السريع للشعب ..
وفي هذه الحالة يجب ان يرفع النظام الحاكم شعارا متناسبا مع ارادة التقدم. وعملية تغيير الامة ونقلها في مراحل التكامل والرقي تحتاج الى وقت طويل.
فمثلا لو وضعنا طفلا في المدرسة ليتعلم ويتقدم ويتكامل علميا وفكريا ، حسب منهج زمني ملائم.
فان الهدف هنا واضح ومعلوم .. وهو تكامل الطفل. وهو يحتاج الى وقت طويل .. وتدرج مرحلي. حتى يبلغ اعلى درجات الكمال والرقي ..
ومرة نضع الطفل ـ في حديقة اطفال ـ عدة ساعات من النهار ليحافظوا عليه باحسن شكل.
والهدف هنا راحة الطفل وسعادته ، وليس كماله وارتقائه.
وهذا الفرق ، بين القيادتين والهدفين يظهر في أصل الكلمة الكلمة المستعملة لهذين المعنيين.
فالاول يطلق عليه كلمة (السياسة) المشتقة من : (ساس يسوس) وساس الفرس أي رعاها وأحسن تربيتها. يطلقون عليه كلمة الهداية أيضا.