فهذه الرمزية في القصص تشكل عنصر الاعتبار والتفكر في الحقائق الدينية والانسانية التي وراءها .. وعلى الانسان أن يهتدي اليها ويفكر بطريقة سليمة لاستنتاجها لتكون له عبرة وموعظة وهداية وبصيرة :
فقد قال الله في القرآن :
(وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) .. هود / ١٢٠ ي.
وذكر لنبيه محمد (ص) قصص جماعة من الانبياء ليستلهم منها العبر والدروس في مسيرته الرسالية .. ويتمثل مواقفهم ويتصف بصفاتهم الرسالية والقيادية.
(فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) ..
(اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
(وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ) ..
(وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي) (القوة) (وَالْأَبْصارَ).
(وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ).
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) ..
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا).
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ..)
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) ..
فافتتاح هذه القصص بكلمة (اذكر) دعوة الى أن يستلهم منهم الذكرى والعبرة .. ويتقمص شخصياتهم ويحيي مواقفهم الخالدة.
وما أكثر العبر التي يتمكن الانسان ان يستخرجها من قصص القرآن فهي أحسن القصص .. وهي القصص الحق .. (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ ، وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ).