خاتمة الكتاب
هذا ، وقد انتهى
الكتاب ، وفي بلاد الاسلام اعظم كارثة ، لم يشهد مثلها تاريخ الاسلام الغابر ، فان
اعظم كوارث المسلمين كان في ايام المغول الشرقيين ، وايام الصلبيين الغربييين ،
لكن كل واحد من هذين الزلزالين كان خاصا بنصف عالم الاسلام ، بينما الزلزال الحاضر
يعم كل بلاد الاسلام ، مثلا :
في لبنان الحرب
قائمة على قدم وساق ، منذ خمس عشرة سنة ، يقتل الكل الكل ، الشيعة الشيعة ، والسنة
السنة ، والمسيحي المسيحي ، وسائر الطوائف بعضهم بعضا ، وكل طائفة اخرى.
والغريب في الامر
: ان كل شيء يشتري بالمال الا السلاح ، فانه بالمجان لكل من يريد قتل اخيه كما ان
غير القتل من ويلات الحرب ايضا متوفر.
وفي افغانستان :
الحرب منذ عشر سنوات بما لا تبقي ولا نذر ، بين الحكومة المزروعة من قبل الشرق
الملحد وبين المسلمين ، وكذلك بين المسلمين بعضهم مع بعض.
وقد خلفت الحرب
العراقية ضد ايران التي دامت ثمان سنوات ، بما قدر خسائرها بعض الاحصاءات باكثر من
ثلاثة ملايين بين قتيل وجريح واسير ، ولا زالت آثار الدمار ملموسة في كلا البلدين
، كما ولا زال ثمة اسراء لم يتم تبادلهم بعد من مجموع اكثر من مائة الف اسير.
وهكذا الحرب قائمة
بين البلدان الاربع الاسلامية ، مصر وسوريا ولبنان والاردن من ناحية وبين اسرائيل
الغاصبة لفلسطين من ناحية اخرى ، زهاء خمسة عقود من الزمن.