مضافا إلى أنّه لا معنى لكون السببية مجعولة فيما نحن فيه حتى يتكلّم أنّه بجعل مستقل ، أو لا. فأنّا لا نعقل من جعل الدلوك سببا للوجوب ـ خصوصا عند من لا يرى كالأشاعرة ، الأحكام منوطة بالمصالح والمفاسد الموجودة في الأفعال ـ إلّا انشاء الوجوب عند الدلوك.
وإلّا فالسببية القائمة بالدلوك ليست من لوازم ذاته ، بأن يكون
______________________________________________________
(مضافا إلى أنّه لا معنى لكون السببية مجعولة فيما نحن فيه) أي : ان السببية في باب دلوك الشمس لوجوب الصلاة ـ مثلا ـ ليست مجعولة أصلا لا مستقلا ولا تبعا (حتى يتكلّم أنّه بجعل مستقل ، أو لا) أي : ليس بجعل مستقل بل هو بجعل تبعي؟.
وعليه : (فأنّا لا نعقل من جعل الدلوك سببا للوجوب ـ خصوصا عند من لا يرى كالأشاعرة ، الأحكام منوطة بالمصالح والمفاسد الموجودة في الأفعال ـ إلّا انشاء الوجوب عند الدلوك).
وإنّما قال : خصوصا ، لأن الحسن والقبح عند الأشاعرة ما أمر الشارع به أو نهى عنه من دون أن يكون ذلك ناشئا من مصلحة أو مفسدة كامنة في ذات الشيء ، وقيد الخصوصية حينئذ واضح ، لأنه لا نعلم سببية الدلوك إلّا من الأمر بالصلاة عند تحقق الدلوك.
بخلافه على مذهب الامامية والمعتزلة القائلين بالعدل ، وبالحسن والقبح العقليين ، إذ لمتوهم ان يتوهم حينئذ : كون نفس المصلحة معنى السببية ، وكون نفس المفسدة معنى المانعية.
(وإلّا) بان لم نقل ان جعل الدلوك سببا معناه : انشاء الوجوب عند الدلوك (فالسببية القائمة بالدلوك ليست من لوازم ذاته) أي : ذات الدلوك (بأن يكون