لأنّ الفور المنزّل عند المتوهّم منزلة الموقّت المضيّق ، إمّا أن يراد به المسارعة في أول أزمنة الامكان ، وإن لم يسارع ففي ثانيها ، وهكذا ، وإمّا أن يراد به خصوص الزمان الأوّل ، فاذا فات لم يثبت بالأمر وجوب الفعل في الآن الثاني لا فورا ولا متراخيا ، وإمّا أن يراد به ثبوته في الآن الثاني متراخيا.
وعلى الأوّل : فهو في كلّ جزء من الوقت
______________________________________________________
كما توهمه المتوهم ، وذلك (لأنّ الفور المنزّل عند المتوهّم منزلة الموقّت المضيّق) له ثلاث احتمالات :
الأوّل : (إمّا أن يراد به) أي : بالفور (المسارعة في أول أزمنة الامكان ، وإن لم يسارع ففي ثانيها ، وهكذا) فيكون فورا ففورا.
الثاني : (وإمّا أن يراد به خصوص الزمان الأوّل ، فاذا فات لم يثبت بالأمر وجوب الفعل في الآن الثاني لا فورا ولا متراخيا).
الثالث : (وإمّا أن يراد به ثبوته في الآن الثاني متراخيا).
وعليه : فقد يريد المولى أن يسقي الحديقة في الساعة الاولى ، فان لم يسقها ففي الساعة الثانية ، وهكذا ، وهذا ما يسمى فورا ففورا.
وقد يريد ان يسقيها في الساعة الاولى ، فان لم يسقها مات الشجر ، فلا أمر بالسقي في الساعة الثانية.
وقد يريد أن يسقيها في الساعة الاولى ، فان لم يسقها سقاها متى شاء ، لأنه وان ذبل الثمر بعدم السقي في الساعة الاولى ، إلّا ان الشجر يحتاج إلى الماء فيسقيها متى شاء.
(وعلى الأوّل) وهو : ان يريده فورا ففورا (فهو في كلّ جزء من الوقت