كلمتكم على ذلك. فأجمعت كلمتهم على الكفر بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، ففرحوا بذلك وقالوا : الحمد لله الذي جمع كلمتنا ولم نتفرق ، ولم نترك ديننا. وقالوا : نحن أهل الصوم والصلاة ، ونحن أولياء الله. فلذلك قول الله تعالى : (يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) بما فعلوا (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا) يعني بما ذكروا من الصوم والصلاة والعبادة (١).
الآية : ١٩٠ ـ قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أتت قريش اليهود ، فقالوا : ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا : عصاه ، ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا : كيف كان عيسى فيكم؟ فقالوا : يبرئ الأكمه [الذي ولد أعمى] والأبرص ، ويحيي الموتى. فأتوا النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : ادع لنا ربك يجعل الصفا ذهبا. فأنزل الله : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) (١٩٠) (٢).
الآية : ١٩٥ ـ قوله تعالى : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ).
عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سلمة بن عمر بن أبي سلمة ـ رجل من ولد أم سلمة ـ قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله ، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله تعالى : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) (٣).
الآية : ١٩٦ ـ قوله تعالى : (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) (١٩٦).
نزلت في مشركي مكة ، وذلك أنهم كانوا في رخاء ولين من العيش ، وكانوا يتجرون ويتنعمون ، فقال بعض المؤمنين : إن أعداء الله فيما نرى من الخير ، وقد هلكنا من الجوع والجهد؟ فنزلت هذه الآية (٤).
__________________
(١) زاد المسير ، ج ١ / ٥٢٣.
(٢) النيسابوري ، ١١٧ ـ ١١٨ ، والسيوطي ٦٥ ، وفي سنده الحماني وهو ضعيف.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ، ج ٢ / ٣٠٠ ، وتفسير الطبري ، ج ٤ / ١٤٣ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٤٤١.
(٤) زاد المسير ، ج ١ / ٥٣١.