رجل : قد أصبت
مجلسا فاجلس. فجلس ثابت مغضبا ، فغمز الرجل فقال : من هذا؟ فقال : أنا فلان. فقال
ثابت : ابن فلانة؟ وذكر أما كانت له يعير بها في الجاهلية ، فنكس الرجل رأسه
استحياء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
قوله تعالى : (وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ
يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ). نزلت في امرأتين من أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم سخرتا من أم سلمة ، وذلك أنها ربطت حقويها بسبنية ، وهي
ثوب أبيض ، وسدلت طرفها خلفها ، فكانت تجرّه. فقالت عائشة لحفصة : انظري ما تجر
خلفها ، كأنه لسان كلب. فهذا كان سخريتها .
وقال أنس : نزلت
في نساء النبي صلىاللهعليهوسلم ، عيرن أم سلمة بالقصر.
وقال عكرمة ، عن
ابن عباس : إن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : إن النساء يعيرنني ، ويقلن : يا يهودية بنت
يهوديين. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هلا قلت : إن أبي هارون ، وإن عمي موسى ، وإن زوجي محمد».
فأنزل الله تعالى هذه الآية .
قوله تعالى : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ). عن داود بن هند ، عن الشعبي ، عن أبي جبيرة بن الضحاك ،
عن أبيه وعمومته قالوا : قدم علينا النبي عليهالسلام ، فجعل الرجل يدعو للرجل ينبزه ، فيقال : يا رسول الله ،
إنه يكرهه ، فنزلت : (وَلا تَنابَزُوا
بِالْأَلْقابِ) .
الآية
: ١٣ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى).
قال ابن عباس :
نزلت في ثابت بن قيس ، وقوله في الرجل الذي لم يفسح له : ابن فلانة؟ فقال رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «من الذاكر فلانة؟». فقام ثابت فقال : أنا يا رسول الله
، فقال : «انظر في وجوه القوم». فنظر ، فقال : «ما رأيت يا ثابت؟» فقال : رأيت
أبيض وأحمر وأسود. قال : «فإنك لا تفضلهم إلا في الدين والتقوى». فأنزل الله تعالى
هذه الآية .
__________________