عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : شكت بنو سلمة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد منازلهم من المسجد ، فأنزل الله تعالى : (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «عليكم منازلكم ، فإنما تكتب آثاركم» (١).
الآية : ٧٧ ـ قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) (٧٧).
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : جاء العاصي بن وائل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعظم حائل ففتّه ، فقال : يا محمد ، أيبعث هذا بعد ما أرم؟ قال : «نعم ، يبعث الله هذا ، ثم يميتك ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم» ، فنزلت الآيات : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ) إلى آخر السورة.
وأخرج ابن أبي حاتم من طرق عن مجاهد وعكرمة وعروة بن الزبير والسدي نحوه ، وسموا الإنسان : أبيّ بن خلف (٢).
الآية : ٧٨ ـ قوله تعالى : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (٧٨).
قال المفسرون : إنّ أبيّ بن خلف أتى النبي صلىاللهعليهوسلم بعظم حائل ، فقال : يا محمد ، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رمّ؟ فقال : «نعم ، ويبعثك ويدخلك في النار». فأنزل الله تعالى هذه الآية : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (٧٨) (٣).
عن أحمد بن الحسين بن الجنيد قال : حدثنا زياد بن أيوب قال : حدثنا هشيم قال : حدثنا حصين ، عن أبي مالك : أن أبيّ بن خلف الجمحي جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعظم حائل ففتّه بين يديه ، وقال : يا محمد ، يبعث الله هذا بعد ما أرم؟ فقال : «نعم ، يبعث الله هذا ، ويميتك ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم» ، فنزلت هذه الآيات (٤).
__________________
(١) النيسابوري ٣٠٣ ، والمستدرك ، ج ٢ / ٤٢٨.
(٢) السيوطي ٢٣٩ ، والمستدرك للحاكم ، ج ٢ / ٤٢٩ ، وصححه وأقره الذهبي.
(٣) تفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٨١.
(٤) النيسابوري ٣٠٤ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٢٦٩.