وعن المعتمر بن
سلمان ، عن أبيه ، عن أبي مجلز ، عن أنس بن مالك قال : لما تزوج النبي صلىاللهعليهوسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ، ثم جلسوا يتحدثون ، قال :
فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام ،
وقعد ثلاثة ، وإن النبي صلىاللهعليهوسلم جاء فدخل فإذا القوم جلوس ، وإنهم قاموا وانطلقوا ، فجئت
وأخبرت النبي صلىاللهعليهوسلم أنهم قد انطلقوا ، قال : فجاء حتى دخل ، قال : وذهبت أدخل
فألقى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ
إِلى طَعامٍ) إلى قوله : (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ
عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) (٥٣) .
قوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : بلغ النبي صلىاللهعليهوسلم أن رجلا يقول : لو قد توفي النبي صلىاللهعليهوسلم تزوجت فلانة من بعده ، فنزلت : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ
اللهِ) الآية.
وأخرج عن ابن عباس
قال : نزلت في رجل همّ أن يتزوج بعض نساء النبي صلىاللهعليهوسلم بعده. قال سفيان : ذكروا أنها عائشة.
وأخرج عن السدي
قال : بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال : أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا
لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده ، فأنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن سعد عن
أبي بكر عن محمد بن عمرو بن حزم قال : نزلت في طلحة بن عبيد الله لأنه قال : إذا
توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم تزوجت عائشة.
وأخرج جويبر عن
ابن عباس : أن رجلا أتى بعض أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم فكلمها وهو ابن عمها ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا» ، فقال : يا رسول
الله ، إنها ابنة عمي والله ما قلت لها منكرا ولا قالت لي. قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله ، وأنه ليس أحد
أغير مني» فمضى. ثم قال : يمنعني من
__________________