الآية
: ٩٨ ـ قوله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا
لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ).
قال ابن عباس : إن
حبرا من أحبار اليهود من فدك ، يقال له : عبد الله بن صوريا ، حاجّ النبي صلىاللهعليهوسلم ، فسأله عن أشياء ، فلما اتجهت الحجة عليه قال : أي ملك
يأتيك من السماء؟ قال : «جبريل ، ولم يبعث الله نبيا إلا وهو وليه» قال : ذاك عدونا
من الملائكة ، ولو كان ميكائيل لآمنا بك ، إن جبريل نزل بالعذاب والقتال والشدة ،
فإنه عادانا مرارا كثيرة ، وكان أشد ذلك علينا : أن الله أنزل على نبينا أن بيت
المقدس سيخرب على يدي رجل يقال له بختنصر ، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه ، فلما
كان وقته بعثنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل في طلب بختنصر ليقتله ، فانطلق يطلبه
حتى لقيه ببابل غلاما مسكينا ، ليست له قوة ، فأخذه صاحبنا ليقتله ، فدفع عنه
جبريل ، وقال لصاحبنا : إن كان ربكم الذي أذن في هلاككم فلا تسلط عليه ، وإن لم
يكن هذا فعلى أي حق تقتله؟ فصدقه صاحبنا ورجع إلينا ، وكبر بختنصر وقوي وغزانا ،
وخرب بيت المقدس ، فلهذا نتخذه عدوا. فأنزل الله هذه الآية .
وقال مقاتل : قالت
اليهود : كان جبريل عدونا ، أمر أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا. فأنزل الله
هذه الآية.
الآية
: ٩٩ ـ قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا
إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ).
قال ابن عباس :
هذا جواب لابن صوريا ، حيث قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا محمد ، ما جئتنا بشيء نعرفه ، وما أنزل عليك من آية
بينة فنتبعك بها؟ فأنزل الله هذه الآية .
الآية
: ١٠٢ ـ قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما
تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ).
عن ابن عباس إذ
قال : إن الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء ، فيجيء أحدهم بكلمة حق ، فإذا
جرب من أحدهم الصدق كذب معها سبعين كذبة ، فيشربها قلوب الناس ، فاطلع على ذلك
سليمان فأخذها فدفنها تحت الكرسي ، فلما مات سليمان قام شيطان الطريق فقال : ألا
أدلكم على كنز سليمان المنيع الذي لا كنز له
__________________