الآية : ٨٣ ـ قوله تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ).
أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد أن أعرابيا أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فسأله ، فقرأ عليه : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً) [سورة النحل ، الآية : ٨٠] قال الأعرابي : نعم ، ثم قرأ عليه : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ) [سورة النحل ، الآية : ٨٠] قال : نعم ، ثم قرأ عليه كل ذلك وهو يقول : نعم ، حتى بلغ : (كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) (٨١) [سورة النحل ، الآية : ٨١] فولّى الأعرابي ، فأنزل الله هذه الآية (١).
الآية : ٩٠ ـ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ).
عن عبد الحميد بن بهرام قال : حدثنا شهر بن حوشب قال : حدثنا عبد الله بن عباس قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوسلم بفناء بيته بمكة جالسا إذ مر به عثمان بن مظعون ، فكشر إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : «ألا تجلس». فقال : بلى ، فجلس إليه مستقبله ، فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء ، فنظر ساعة ، وأخذ يضع بصره حتى وضع على عتبة في الأرض ، ثم تحرف عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره ، فأخذ ينغض رأسه كأنه يستنقه ما يقال له ، ثم شخص بصره إلى السماء كما شخص أول مرة ، فاتبعه بصره حتى توارى في السماء ، وأقبل على عثمان كجلسته الأولى ، فقال : يا محمد ، فيما كنت أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل فعلتك الغداة؟ قال : «ما رأيتني فعلت». قال : رأيتك شخص بصرك إلى السماء ، ثم وضعته حتى وضعته على يمينك ، فتحرفت إليه وتركتني ، فأخذت تنغض رأسك كأنك تستنقه شيئا يقال لك؟ قال : «أوفطنت إلى ذلك؟». قال عثمان : نعم. قال : «أتاني رسول الله جبريل عليهالسلام وسلم آنفا وأنت جالس». قال : فما ذا قال لك؟ قال : «قال لي : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٩٠)». فذاك حين استقر الإيمان في قلبي ، وأحببت محمدا صلىاللهعليهوسلم (٢).
__________________
(١) السيوطي ١٦٣ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٢ / ٥٨٠.
(٢) مسند أحمد ، ج ١ / ٣١٨ ، وصححه أحمد شاكر رحمهالله تعالى ، والدر المنثور ، ج ٤ / ١٢٨ ، ومجمع الزوائد ، ج ٧ / ٤٨.