الآية : ٤٧ ـ قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (٤٧).
قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا) الآية. أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : لما خرجت قريش من مكة إلى بدر خرجوا بالقيان والدفوف ، فأنزل الله : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً) الآية (١).
الآية : ٤٩ ـ قوله تعالى : (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٤٩).
قوله تعالى : (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) الآية. روى الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن أبي هريرة قال : لما أنزل الله على نبيه بمكة : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (٤٥) [سورة القمر ، الآية : ٤٥] قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله ، أي جمع؟ وذلك قبل بدر ، فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في آثارهم مصلتا بالسيف يقول : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (٤٥) فكانت ليوم بدر ، فأنزل الله فيهم : (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ) الآية [سورة المؤمنون ، الآية : ٦٤] ، وأنزل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) [سورة إبراهيم ، الآية : ٢٨] رماهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوسعتهم الرمية وملأت أعينهم وأفواههم حتى إن الرجل ليقتل وهو يقذي عينيه وفاه ، فأنزل الله : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) [سورة الأنفال ، الآية : ١٧] وأنزل في إبليس : (فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ) الآية [سورة الأنفال ، الآية : ٤٨]. وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر : غرّ هؤلاء دينهم ، فأنزل الله : (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ) (٢).
الآية : ٥٥ ـ قوله تعالى : (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٥٥).
__________________
(١) السيوطي ١٣٢ ، وتفسير الطبري ، ج ١٠ / ١٣ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٠ / ٢٥.
(٢) السيوطي ١٣٢ ، وانظر تفسير ابن كثير ، ج ٢ / ٣١٨ ـ ٣١٩.