فيريحنا منه؟ فقال عمر بن جحاش بن كعب : أنا ، فجاء إلى رحى عظيمة ليطرحها عليه ، فأمسك الله تعالى يده ، وجاء جبريل عليهالسلام وأخبره بذلك ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأنزل الله تعالى هذه الآية (١).
الآية : ١٥ ـ قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ).
أخرج ابن جرير عن عكرمة قال : إن نبي الله صلىاللهعليهوسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرحم ، فقال : «أيّكم أعلم؟» فأشاروا إلى ابن صوريا ، فناشده [بالله] الذي أنزل التوراة على موسى ، والذي رفع الطور ، والمواثيق التي أخذت عليهم حتى أخذه أفكل ، فقال : إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرءوس ؛ فحكم عليهم بالرجم ، فأنزل الله هذه الآية (٢).
الآية : ١٨ ـ قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ).
روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم نعمان بن قصي وبحر بن عمر وشأس بن عدي ، فكلّموه وكلّمهم ، ودعاهم إلى الله وحذّرهم نقمته ، فقالوا : ما تخوّفنا يا محمد!؟ نحن والله أبناء الله وأحبّاؤه ، كقول النصارى ، فأنزل الله فيهم : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) الآية. وروي عنه قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يهود إلى الإسلام ورغّبهم فيه ، فأبوا عليه فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة : يا معشر يهود! اتقوا الله ، فو الله إنكم لتعلمون أنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته. فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهوذا : ما قلنا لكم هذا ، وما أنزل الله من كتاب بعد موسى ، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده ، فأنزل الله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ) [سورة المائدة ، الآية : ١٩] (٣).
__________________
(١) النيسابوري ١٦٢.
(٢) السيوطي ، ١٠٢ ـ ١٠٣ ، وتفسير الطبري ، ج ٦ / ١٠٣ ـ ١٠٤.
(٣) أسباب النزول للسيوطي ١٠٣. وتفسير القرطبي ، ج ٦ / ١٢٠.