وعلى هذا ينزّل الاجماعات المتخالفة من العلماء مع اتحاد العصر او تقارب العصرين وعدم المبالاة كثيرا باجماع الغير والخروج عنه للدليل ، وكذا دعوى الاجماع مع وجود المخالف ، فانّ ما ذكرنا في مبنى الاجماع من أصحّ المحامل لهذه الامور المنافية لبناء دعوى الاجماع على تتبّع الفتاوى في خصوص المسألة.
______________________________________________________
(وعلى هذا) أي : الانتقال من الملزوم الى اللازم (ينزّل الاجماعات المتخالفة من العلماء ، مع اتحاد العصر ، أو تقارب العصرين) ، مثلا : شيخ الطائفة وابن ادريس متقاربا العصرين ، والسيد المرتضى وشيخ الطائفة متحد عصرهما.
(و) هذا هو السر أيضا في (عدم المبالاة) والاعتناء (كثيرا باجماع الغير ، والخروج عنه للدّليل) فانّ الاجماعات المنقولة ، غالبا لا تكون مورد اعتناء عند سائر الفقهاء ، فانهم اذا وجدوا دليلا خالفوا الاجماع الى الدليل ؛ وذلك لان الاجماعات المنقولة مستندة الى اجتهادات الناقلين ، لا انها نقل قول جميع فقهاء العصر ، وقول المصنف : «وعدم المبالاة» عطف على قوله : «ينزّل».
(وكذا) يكون هو السر في (دعوى الاجماع مع وجود المخالف) لانّ الاجماع مبني على اجتهاد الناقل ، لا على اتفاق جميع الفقهاء.
(فانّ ما ذكرنا في مبنى الاجماع) المنقول : من انّ الاجماع المنقول مستند الى الاجتهاد. لا الى أقوال الفقهاء هو (من اصحّ المحامل لهذه الامور ، المنافية لبناء دعوى الاجماع على تتبع الفتاوى في خصوص المسألة) ، فان الاجماعات المبنية على الحدس والاجتهاد هي التي تسبب ما ذكرناه من التناقض بين الاجماعات ، ومن عدم الاعتناء بالاجماع في قبال الدليل ، وما اشبه ذلك ، ممّا عرفت.