وجميع هذا هو السّر في استدلال أصحابنا بالآية الشريفة على وجوب تحصيل العلم وكونه كفائيّا.
______________________________________________________
ذلك فانه قد يكون التفسير لبعض المصاديق التي تتضمنه رواية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما انّ مثل هذا التفسير المصداقي جاء في جملة من الآيات حيث انهم عليهمالسلام كانوا يفسّرون بعض الآيات ببعض المصاديق ، وان كانت الآية ، أعم من ذلك المصداق.
وعلى أي حال : فمن الممكن أن يراد من الاختلاف : اختلافهم : في الاعمال ، حتى لا يعرفوا فيأخذوا كما في زمان التقيّة ، ولهذا قال عليهالسلام : «أنا خالفت بينهم» (١).
أو يراد به : انّه إذا كان هناك اختلاف في الفتوى ، مع توفر شروط الاجتهاد في جميع المفتين جاز للمقلد أن يأخذ بما هو أرفق بحاله ، الى غير ذلك.
وهذا لا يتنافى مع وحدة الدّين لانه من تعدد الاجتهادات في الاحكام الفرعية ، أو إنه من قبيل اختلاف داود مع سليمان ، كما في قوله تعالى : ـ
(وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ) (٢) الى آخر الآية.
(وجميع هذا) الّذي ذكر : من استشهاده عليهالسلام بالآية على وجوب الطلب والبحث لمعرفة الامام عليهالسلام ممّا هو أحد مصاديق آية النفر ـ كان (هو السّر في استدلال أصحابنا بالآية الشريفة على وجوب تحصيل العلم ، وكونه كفائيّا) لأنّ الواجب : النفر الى الامام أو النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على سبيل الكفاية ـ كما عرفت ـ.
__________________
(١) ـ عدة الاصول : ج ١ ص ١٣٠.
(٢) ـ سورة الانبياء : الآية ٧٨.