فان قلت : ظاهر لفظ الاجماع اتفاق الكل ، فاذا أخبر الشخص بالاجماع فقد أخبر باتفاق الكلّ ومن المعلوم أنّ حصول العلم بالحكم من اتفاق الكلّ كالضروريّ فحدس المخبر مستند إلى مباد محسوسة ملزومة لمطابقة قول
______________________________________________________
شخص بشجاعة زيد ، ولم نعلم انّه رأى منه شهامة في حرب ، أو فتحا في غزوة ، وما أشبه ذلك مما يستلزم عادة الشجاعة ، أو رأى منه موقفا واحدا فاتفق له العلم بشجاعته ، مع ان ذلك الموقف لم يكن ، ملازما للشجاعة عادة ، أو لم ير منه أثرا ، الّا انّه راى كبر جسمه ، وعظم هيكله ، فحدس بشجاعته ، وأخبر عنها ، فانه لا نتمكن نحن أن نقول : بأنّ زيدا شجاع ، لأنّ الاخبار بشجاعته ، كان مرددا بين الوجوه الثلاثة ، الّتي لم يكن بعضها حجة ، وكذلك لو أخبر بالعدالة ، ونحوها من الصفات النفسية ، الّتي قد يقطع الانسان من آثارها عادة بها ، وقد لا يقطع بها عادة ، وقد يكون من القسم الثالث ، الّذي هو صرف اجتهاد محض ، واستنباط ليس بحجة.
(فان قلت :) ذكرتم : انّ محتملات الاجماع الحدسي على ثلاثة اقسام قسمان منها ليس بحجة ، وقسم واحد حجة ، فاذا ادّعى المدّعي الاجماع ، ولم نعلم انّه من اي الاقسام الثلاثة لم يكن اجماعه حجّة.
قلت : ما ذكرتم ليس بصحيح ، لأنّ (ظاهر لفظ الاجماع : اتفاق الكلّ ، فاذا أخبر الشخص بالاجماع ، فقد أخبر باتفاق الكل) والناقل عادل ، فيكون اخباره صحيحا (ومن المعلوم : انّ حصول العلم بالحكم) الصادر من الامام عليهالسلام ، المستند إلى الاجماع ، الحاصل (من اتفاق الكلّ كالضروري) في الحجّية.
وعليه : (فحدس المخبر ، مستند إلى مباد محسوسة ، ملزومة لمطابقة قول