ولا حاجة إلى تجشّم دعوى أنّ البحث عن
دليليّة الدليل بحث عن أحوال الدّليل.
ثمّ اعلم أنّ أصل وجوب العمل بالأخبار
المدوّنة في الكتب المعروفة ممّا اجمع عليه في هذه الأعصار ،
______________________________________________________
انّ بحث حجّية
الخبر راجع الى انه : هل السنّة تثبت بالخبر الواحد ام لا؟ فيكون الموضوع لهذه
المسألة : نفس السنّة ، وهي من الأدلّة الأربعة.
واشكل صاحب
الكفاية على جواب المصنّف ـ أيضا ـ بما اوضحناه في شرح الكفاية ، مما لا حاجة الى
تكراره.
ثم ان المصنّف
اشار الى ردّ جواب الفصول بقوله : (ولا حاجة الى تجشّم)
وتكلّف الفصول (دعوى
: انّ البحث عن دليليّة الدّليل ، بحث عن احوال الدّليل) أيضا ، حتى يصحّ كلام القوانين ، فان هذا البحث ، بحث عن
ذاته لا عن احواله.
وعلى أي حال :
فالبحث في المقام حول حجّية خبر الواحد ، كما يقوله المشهور ، أو عدم حجّيته ، كما
يقوله بعض.
(ثمّ اعلم : أنّ أصل وجوب العمل
بالاخبار) أي : مع قطع النظر
عن كونها قطعية الصدور ، كما يقوله بعض الاخباريين ، أو انها ليست كذلك ، كما
يقوله معظم الأصوليين.
وكذا مع قطع النظر
عن كون وجوب العمل بها ، من باب الظنّ الخاص ، كما يقوله المعظم ، أو من باب
الانسداد والظنّ المطلق كما يقوله القوانين ومن اشبهه.
فالعمل بالاخبار
(المدوّنة في الكتب المعروفة) من الكافي ، والتهذيب ، والاستبصار ، والفقيه ، وغيرها
(ممّا اجمع عليه في هذه الأعصار) فانّه لا يوجد حتى فقيه واحد ، يقول بعدم حجّية خبر الواحد مطلقا.