بكون الظنّ الحاصل منه أقوى من الحاصل من شهادة العدلين.
ووجه الضعف : أنّ الأولويّة الظنيّة اوهن بمراتب من الشهرة ، فكيف يتمسّك بها
______________________________________________________
كثيرة ، قد يوجب قولهم الظنّ ، وقد يوجب قولهم العلم ، فاذا كان الشياع مفيدا للعلم ، فبها ، والّا بان كان الشياع مفيدا للظنّ فالمشهور لم يقولوا بحجيّة هذا الشياع.
والفرق بين مسألة الشياع والشّهرة : انّ الشياع يطلق في الموضوعات ، والشهرة تطلق في الأحكام.
وانّما قال الشهيد الثاني بحجية الشياع الظني ، لاستدلاله : (بكون الظنّ الحاصل منه) أي من الشياع (اقوى من الحاصل من شهادة العدلين) فاذا كان شهادتهما حجّة في الموضوعات ، فالشياع أولى بالحجية في الموضوعات منها.
لكن لا يخفى : انه لا يمكن القول : بحجّية الشياع الظنّي ، لأنّه لا دليل على انّ شهادة العدلين حجّة من باب الظنّ ، بل حجّية شهادة العدلين من باب بناء العقلاء ، وتصديق الشارع له (ووجه الضعف) فيما ذكره صاحب الرياض أمران :
الاول : ما أشار اليه بقوله : (انّ الأولويّة الظنيّة أوهن) أي : أضعف (بمراتب من الشهرة) اذ الأولوية ليست مظنونة الحجّية ، ولا محتملة الحجّية ولا مشكوكة الحجّية ، بل يقطع بعدم حجّيتها لما ورد من ان : «دين الله لا يصاب بالعقول» (١) بخلاف الشهرة ، حيث دلّ بعض الأدلّة ـ كما سيأتي ـ على حجّيتها ، وعليه ، فالأولوية أنزل بثلاث مراحل من الشهرة (فكيف يتمسّك بها) أي : بالأولوية
__________________
(١) ـ كمال الدين : ص ٣٢٤ ح ٩ ، مستدرك الوسائل : ج ١٧ ص ٢٦٢ ب ٦ ح ٢١٢٨٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٣٠٣ ب ٣٤ ح ٤١.