احدهما : أن يحصل له الحدس الضروريّ من مباد محسوسة بحيث يكون الخطأ فيه من قبيل الخطأ في الحسّ ، فيكون بحيث لو حصل لنا تلك الأخبار يحصل لنا العلم كما حصل له.
ثانيهما : أن يحصل الحدس له من إخبار جماعة
______________________________________________________
(أحدهما : أن يحصل له الحدس الضروري ، من مباد : محسوسة) كأن يتتبع مدعي الاجماع ، أقوال جميع علماء الأعصار والأمصار ، فيراها قولا واحدا ، فانّ مثل هذا حدس ضروري كاشف عن انّ سيّد الفقهاء ، وهو : الامام عليهالسلام يوافقهم في رأيهم ، وإلّا كيف أمكن لجميع العلماء على اختلاف مشاربهم ، وطرق استظهارهم واستنباطهم ان يتّفقوا على فتوى واحدة (بحيث يكون الخطأ فيه) أي في هذا الحدس (من قبيل الخطأ في الحسّ).
فكما انّه لا يقع الخطأ في الحسّ الّا نادرا ـ وقد ذكرنا بعض موارد الندرة سابقا مثل رؤية الشيء الكبير على البعد صغيرا ، ورؤية السراب ماء ، ورؤية الخطّين المتوازيين من بعيد متصلين ، وما اشبه ذلك ، ممّا لا يعتني العقلاء باحتمال الخطأ فيه ، الّا اذا ثبت الخطأ فيه قطعا كالأمثلة الّتي ذكرناها ـ كذلك الحدس المذكور ، فانّه لا يقع في الخطأ الّا نادرا.
ومعلوم : انّ مثل هذا الحدس كالحسّ ضروري (فيكون) حدس هذا المدّعي للاجماع (بحيث لو حصل لنا تلك الاخبار) من التتبع لأقوال فقهاء الاعصار والأمصار (يحصل لنا العلم ، كما حصل له) أي : للناقل باستكشاف رأي الامام من هذا الطريق.
(ثانيهما) أي ثاني القسمين ، الذين ذكرناهما في القسم الاول من الحدس (: ان يحصل الحدس له) لا من طريق حسّي ، بل (من إخبار جماعة) كالفقهاء