قال : أخبروني عن نخل بيسان الذي بين الأردن وفلسطين هل أطعم؟ قلنا : نعم. قال : أخبروني عن النبيّ هل بعث؟ قلنا : نعم. قال : أخبروني كيف الناس إليه؟ قلنا : سراع. قال : فنزا نزوة حتى كاد قلنا فما أنت؟ قال : إنه الدجّال وإنه يدخل الأمصار كلّها إلا طيبة وطيبة المدينة» (١). وحديث رواه الشيخان عن المغيرة قال : «ما سأل أحد النبي صلىاللهعليهوسلم عن الدجال ما سألته وإنه قال لي : ما يضرّك منه؟ قلت : لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء ، قال : هو أهون على الله من ذلك» (٢). وحديث رواه الشيخان والترمذي عن حذيفة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لأنا أعلم بما مع الدجّال منه معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجّج ، كلما أدركن أحدا فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد ، وإن الدجّال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر ، يقرأه كلّ مؤمن كاتب وغير كاتب» (٣). وحديث رواه مسلم والترمذي وأبو داود عن النواس بن سمعان قال : «ذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الدجال ذات غداة فخفّض فيه ورفع حتى ظننّاه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال : ما شأنكم؟ قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفّضت فيه ورفّعت حتى ظننّاه في طائفة النخل. فقال : غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كلّ مسلم ، إنه شاب قطط ، عينه طافئة كأنّي أشبّهه بعبد العزّى بن قطن. فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلّة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله فاثبتوا. قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال : أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم. قلنا : يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال : لا ، اقدروا له قدره. قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال : كالغيث استدبرته الريح. فيأتي
__________________
(١) التاج ج ٥ ص ٣١٦.
(٢) المصدر نفسه ص ٣١٨.
(٣) المصدر نفسه.