قائمة الکتاب
النساء
٨٨
إعدادات
تبيين القرآن
تبيين القرآن
المؤلف :آية الله السيد محمد الشيرازي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :632
تحمیل
[١٥] (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ) الزنا (مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ) أي اطلبوا ممن قذفهن أربعة شهود (فَإِنْ شَهِدُوا) أي الأربعة عليهن بالزنا (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ) أي احبسوهن عقوبة لهن (حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) حتى يمتن (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) أي طريق عقوبة أخرى وقد جعل سبحانه ذلك الطريق بتشريع الحدود.
[١٦] (وَالَّذانِ) أي الرجل والمرأة (يَأْتِيانِها) أي الفاحشة ، وهما الزاني والزانية (مِنْكُمْ فَآذُوهُما) بإجراء الحد عليهما (فَإِنْ تابا) في المستقبل (وَأَصْلَحا) أنفسهما فلم يرتكبا الزنا بعد ذلك (فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) أي اصفحوا ولا تمادوا في الاشتهار بهما وإيذائهما (إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً) يقبل التوبة عن عباده (رَحِيماً)
[١٧] (إِنَّمَا التَّوْبَةُ) أي إنما يقبل الله التوبة (عَلَى اللهِ) أي القبول الذي جعله الله على نفسه (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) أي متلبسين بجهالة ، إذ ارتكاب الذنب جهل وسفاهة (ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) أي زمان قريب وهو قبل حضور الموت (فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً).
[١٨] (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) يتمادون في عمل المعاصي (حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) بأن عاين أمر الآخرة فإنه لا توبة مع المعاينة (قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا) هيّأنا (لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) مؤلما.
[١٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) كان الرجل إذا مات قريبه ألقى ثوبه على زوجة الميت وقال أنا أحق بها فان شاء تزوجها بلا صداق وان شاء زوّجها وأخذ صداقها ، والمراد على كره منهن (وَلا تَعْضُلُوهُنَ) أي لا تمسكوهن إضرارا بهن (لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ) من المهر ، فقد كان الرجل يبقي على زوجته بلا نفقة يريد بذلك جبرها على أن تفتدي بمهرها مقابل طلاقه لها (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) أي ظاهرة وهي الزنا فيحل للزوج أن يخلعها (وَعاشِرُوهُنَ) أي صاحبوهن (بِالْمَعْرُوفِ) لدى العقل والشرع (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَ) فلا تطلقوهن لمجرد الكراهة (فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) وكثيرا ما يبقي الإنسان على الزوجة مع كراهته لها وفي الإبقاء مصالح وخير كثير.