٧٨ : سورة النبأ
مكية آياتها أربعون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (عَمَ) أي عن ماذا (يَتَساءَلُونَ) يسأل الكفار بعضهم بعضا.
[٢] والجواب يتساءلون (عَنِ النَّبَإِ) الخبر (الْعَظِيمِ) أي البعث ، فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أخبرهم بذلك أخذ بعضهم يسأل الآخر : ماذا يقول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفي التأويل : إن المراد بالنبإ أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
[٣] (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) بالتصديق والتكذيب ، فإن بعض الكفار كانوا يؤمنون بالبعث.
[٤] (كَلَّا) ليس كما زعموا أنه لا بعث (سَيَعْلَمُونَ) صدق ذلك إذا ماتوا.
[٥] (ثُمَ) لتأكيد الأمر (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ).
[٦] (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً) مهدا للبشر ، فمن يقدر على الابتداء يقدر على الإعادة.
[٧] (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) كالمسامير المثبتة بالخشبة.
[٨] (وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) أصنافا ، أو ذكرا وأنثى.
[٩] (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) قاطعا للعمل ، لأجل الراحة.
[١٠] (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) كالغطاء يستركم.
[١١ ـ ١٢] (وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) وقت معاش لتحصيل الرزق. (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً) سبع سماوات (شِداداً) محكمات.
[١٣] (وَجَعَلْنا) في السماء (سِراجاً) الشمس (وَهَّاجاً) منيرا متلألئ
[١٤] (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) من الرياح التي تعصر السحاب ، ومن للابتداء (ماءً ثَجَّاجاً) منصبا بكثرة.
[١٥] (لِنُخْرِجَ بِهِ) بالماء (حَبًّا) كالحبة (وَنَباتاً) كالحشيش.
[١٦] (وَ) نخرج به (جَنَّاتٍ) بساتين (أَلْفافاً) ملتفة بعضها ببعض.
[١٧] (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) أي القيامة الذي يفصل فيه بين المحق والمبطل (كانَ مِيقاتاً) وقتا للجزاء.
[١٨] (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) البوق ، ينفخ فيه إسرافيل لإحياء الناس (فَتَأْتُونَ) إلى المحشر أيها البشر (أَفْواجاً) جماعات.
[١٩] (وَفُتِحَتِ السَّماءُ) ظهر فيها الفرج لنزول الملائكة (فَكانَتْ) الفتحات (أَبْواباً) للصعود والهبوط.
[٢٠] (وَسُيِّرَتِ) أزيلت عن أماكنها (الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) كالسراب يظن أنها جبال وليست بجبال.
[٢١] (إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) يرصد فيها خزنة النار للكفار منتظرين لإيقاعهم فيها.
[٢٢] (لِلطَّاغِينَ) الذين طغوا بالكفر والعصيان (مَآباً) مرجعا ومحلا.
[٢٣ ـ ٢٤] (لابِثِينَ) ماكثين (فِيها أَحْقاباً) دهورا متتابعة. (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً) هواء باردا (وَلا شَراباً) يسكن عطشهم.
[٢٥] (إِلَّا حَمِيماً) ماء حارا (وَغَسَّاقاً) ما يسيل من الجرح أي الصديد.
[٢٦] ويكون هذا لهم (جَزاءً وِفاقاً) موافقا لأعمالهم في الدنيا.
[٢٧] (إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ) لا يتوقعون (حِساباً) لأعمالهم ، أي أنكروا المعاد.
[٢٨] (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) التي أتت بها الرسل (كِذَّاباً) تكذيبا.
[٢٩] (وَكُلَّ شَيْءٍ) كل عمل صدر منهم (أَحْصَيْناهُ) كتبناه (كِتاباً) كتابة.
[٣٠] فيقال لهم هناك ذوقوا (فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً) فإن الاستمرار يوجب زيادة وإضافة كل حين على سابقه.