[٨٤] (قُلْ) يا رسول الله (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) أولاد يعقوب عليهالسلام فان بعضهم كيوسف عليهالسلام كان نبيا ، وكان ذرية بعضهم نبيا ككثير من أنبياء بني إسرائيل (وَما أُوتِيَ) أعطي (مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) أي من قبل الله (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) بأن نؤمن ببعض دون بعض كما فعل اليهود والنصارى (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) منقادون.
[٨٥] (وَمَنْ يَبْتَغِ) يطلب (غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) لأن الإسلام دين الله الوحيد (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) الذين خسروا رأس مالهم ، وهو العمر إذ حصلوا جهنم بذلك.
[٨٦] (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) فان قسما من الناس دخلوا في الإسلام طوعا ، ثم كفروا أو نافقوا ومثل هؤلاء لا يلطف الله بهم لطفه الخفي لأنهم أعرضوا عن الحق بعد المعرفة ، والاستفهام للإنكار (وَ) بعد أن (شَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) الأدلة الواضحات (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الذين تعمدوا الضلال وظلموا أنفسهم بذلك.
[٨٧] (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ) طردهم عن رحمته ، وعذابه (وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
[٨٨] (خالِدِينَ فِيها) أي في تلك اللعنة (لا يُخَفَّفُ) بأن يقلّ (عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) لا ينظرهم الله نظر رحمة ولطف.
[٨٩] (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) الارتداد (وَأَصْلَحُوا) أمورهم باتباع الشرع والعقل (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
[٩٠] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) بأن أصروا على الكفر حتى تمكن الكفر في قلوبهم مما سبب أن يكون إظهارهم الإيمان بعد ذلك نفاقا (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) لان توبتهم صورية (وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ) الذين ضلوا عن الطريق المستقيم.
[٩١] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ) أي بقدر (الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ) الفدية البدل أي لا تنجيه الفدية من عذاب الله (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) ينصرهم بدفع العذاب عنهم.