[٦] (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) بأن يتمكنوا من التصرف فيها كيفما شاءوا (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ) وزير فرعون (وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ) أي نريهم من جهة بني إسرائيل (ما كانُوا يَحْذَرُونَ) يخافون من ذهاب ملكهم على أيدي بني إسرائيل.
[٧] (وَأَوْحَيْنا) ألقينا في قلبها (إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ) ما دمت لا تخافين ظهور أمره لجلاوزة فرعون (فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) بأن يقتله فرعون (فَأَلْقِيهِ) اجعليه في صندوق وألقي الصندوق (فِي الْيَمِ) البحر (وَلا تَخافِي) أن يغرق (وَلا تَحْزَنِي) لفراقه (إِنَّا رَادُّوهُ) نرده (إِلَيْكِ) عن قريب ، فأرضعته ثلاثة أشهر ثم جعلته في صندوق مطلي بالقير وألقته في الماء (وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
[٨] (فَالْتَقَطَهُ) أخذه (آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ) موسى عليهالسلام ، واللام للعاقبة (لَهُمْ عَدُوًّا) يعاديهم (وَحَزَناً) أسباب حزنهم (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ) عاصين لربهم.
[٩] (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ) وذلك لما التقطوه من الماء وأراد فرعون قتله : إن موسى عليهالسلام (قُرَّتُ عَيْنٍ) نفرح به (لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى) لعل (أَنْ يَنْفَعَنا) باستخدامه في أمورنا (أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) لأنهم ما كان لهم ولد (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بأن هلاكهم على يده.
[١٠] (وَأَصْبَحَ فُؤادُ) قلب (أُمِّ مُوسى فارِغاً) فإن الإنسان إذا أهمّه أمر فأنجزه يفرغ قلبه عن تلك المهمة (إِنْ) إنها ، بعد أن ألقته في الماء (كادَتْ) قربت (لَتُبْدِي بِهِ) لتظهر بأمر موسى عليهالسلام جزعا (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) سكّناها حفظا لها وله (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فإن ربطنا كان لأجل إيمانها ، فإن الله إذا ربط على قلب إنسان انقاد له تعالى وصبر على قضائه.
[١١] (وَقالَتْ) أم موسى عليهالسلام (لِأُخْتِهِ) لأخت موسى عليهالسلام : (قُصِّيهِ) اتبعي أثر موسى عليهالسلام حتى تعلمي أين صار (فَبَصُرَتْ) الأخت (بِهِ) بموسى عليهالسلام وهو في بيت فرعون (عَنْ جُنُبٍ) عن بعد (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بأنها أخته وتريد التعرف عليه.
[١٢] (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ) على موسى عليهالسلام (الْمَراضِعَ) أماكن الرضاع أي ثدي النساء (مِنْ قَبْلُ) قبل أن تقص أخته أثره فلم يكن يأخذ موسى عليهالسلام ثدي امرأة (فَقالَتْ) الأخت : (هَلْ أَدُلُّكُمْ) أرشدكم (عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ) بالإرضاع والتربية (وَهُمْ لَهُ) لموسى عليهالسلام (ناصِحُونَ) يقومون بأمره كاملا.
[١٣] (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ) لأجل أن (تَقَرَّ عَيْنُها) بولدها (وَلا تَحْزَنَ) لفراقه (وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ) حيث وعدها بردّه إليها (حَقٌ) صدق (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ) أكثر الناس (لا يَعْلَمُونَ) أن وعده حق.