الحضيض (١) ، فقالت : يا محمد ، إنك لتأكل أكل العبد».
إلى أن قال : «فقالت : ناولني لقمة من طعامك. فناولها ، فقالت : لا والله إلّا الذي في فمك. فأخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله اللقمة من فمه فناولها ، فأكلتها».
قال أبو عبد الله عليهالسلام : «فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا» (٢).
وما رواه في (الكافي) أيضا في باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني عليهالسلام ، في حديث طويل يتضمن إنكار إخوة الرضا عليهالسلام وعمومته للجواد عليهالسلام بعد ولادته ؛ حيث إنه حائل اللون ، وطلب القافة ليلحقوه بأبيه. قال علي بن جعفر رضياللهعنه راوي الحديث : فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليهالسلام ، ثمّ قلت : أشهد أنك إمامي عند الله (٣).
وفعل علي بن جعفر ذلك بمحضر الرضا عليهالسلام ، فتقريره عليه وعدم إنكاره ذلك أظهر ظاهر في الجواز.
وروى الشيخ في (التهذيب) في الصحيح عن أبي ولّاد الحنّاط قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إني اقبّل بنتا لي صغيرة وأنا صائم ، فيدخل في جوفي من ريقها شيء. قال : فقال لي : «لا بأس ، ليس عليك شيء» (٤).
وروى أيضا في الكتاب المذكور في الموثق عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الصائم يقبّل؟ قال : «نعم ، ويعطيها لسانه تمصّه» (٥).
__________________
(١) الحضيض : القرار من الأرض عند منقطع الجبل. الصحاح ٣ : ١٠٧١ ـ حضض.
(٢) الكافي ٦ : ٢٧١ / ٢ ، باب الأكل متكئا ، وسائل الشيعة ٢٤ : ٢٥٥ ، أبواب آداب المائدة ، ب ٨ ، ح ٢.
(٣) الكافي ١ : ٣٢٢ ـ ٣٢٣ / ١٤ ، باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني عليهالسلام.
(٤) تهذيب الأحكام ٤ : ٣١٩ / ٩٧٦ ، وسائل الشيعة ١٠ : ١٠٢ ، أبواب ما يمسك عنه الصائم ، ب ٣٤ ، ح ١.
(٥) تهذيب الأحكام ٤ : ٣١٩ / ٩٧٤ ، وسائل الشيعة ١٠ : ١٠٢ ، أبواب ما يمسك عنه الصائم ، ب ٣٤ ، ح ٢.