قائمة الکتاب
إعدادات
الدّرر النجفيّة [ ج ٤ ]
الدّرر النجفيّة [ ج ٤ ]
المؤلف :الشيخ يوسف بن أحمد البحراني [ صاحب الحدائق ]
الموضوع :أصول الفقه
الناشر :منشورات شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الصفحات :368
تحمیل
ويؤيد ذلك أيضا ما ورد في أخبار الفتوى والحكم من قول أمير المؤمنين عليهالسلام لشريح : «يا شريح ، قد جلست مجلسا لا يجلسه إلّا نبي أو وصي نبي (١) أو شقي» (٢).
وقول أبي عبد الله عليهالسلام : «اتقوا الحكومة ؛ [فإن الحكومة] إنّما هي للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين ، لنبي أو وصي نبي» (٣).
فإنهما ظاهران في النهي لمن لم يكن مستجمعا لأسباب النيابة وأهلية الحكم والفتوى واقعا. ولا ريب أن من أعظم الأسباب المانعة منهما الفسق ، فهي ظاهرة في منع الفاسق من الجلوس في هذا المقام ـ وإن كان ظاهر العدالة بين الأنام ـ وعدم جواز تقلّده للأحكام.
وكلام من قدّمنا كلامه وإن كان مخصوصا بمسألة الإمامة والطلاق ، إلا إن الحكم في المواضع الثلاثة واحد ؛ فإن مبنى الكلام هو أنه هل يكتفى بظهور العدالة في جواز التقلد للأمور المشروطة بها وإن لم يكن كذلك واقعا ، أم لا بدّ من ثبوتها واقعا؟ فالإشكال والكلام [جاريان] (٤) في جميع ما يشترط فيه العدالة ، وهذا أحدها.
وحينئذ ، فما ذكروه إنّما جرى مجرى التمثيل والتخصيص في هذين الخبرين بالنبي والوصي ، يعني أصالة ، وفيه ردّ على المخالفين المبدعين الذين جلسوا في هذا المنصب بدعوى استحقاقهم له من الله عزوجل.
__________________
(١) من «ح» والمصدر.
(٢) الكافي ٧ : ٤٠٦ / ٢ ، باب أن الحكومة إنما هي للإمام عليهالسلام ، الفقيه ٣ : ٤ / ٨ ، تهذيب الأحكام ٦ : ٢١٧ / ٥٠٩ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٧ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٣ ، ح ٣.
(٣) الكافي ٧ : ٤٠٦ / ١ ، باب أن الحكومة إنما هي للإمام عليهالسلام ، الفقيه ٣ : ٤ / ٧ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٧ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٣ ، ح ٣.
(٤) في النسختين : جار.