ومنها انه كان يقرر فى مسائل كثيرة مذاهب الخصوم وشبههم بأتم عبارة ، فاذا جاء الى الاجوبة اقتنع بالاشارة ، وأحيانا عدوه من الروافض.
وقد قال سبط ابن الجوزي وكان يرد على ما نسب إليه :
«وكان تلميذه (تلميذ الرازى) الشيخ عبد الحميد الخسروشاهي رحمهالله. يحكى عنه من الفضائل وكرم الاخلاق وحسن العشرة واعتنائه بالملة الاسلامية ما يبطل قول الكرامية ، وكان صديقنا الخسروشاهي من اكابر الافاضل ، جامع اسباب الفضائل ، عاقلا رئيسا ، دينا صالحا ، محسنا متمسكا بالدين ، سالكا طريق السلف الصالحين. تقلبت به الاحوال تارة بالشرق وتارة بالغرب وتارة بالكرك ، وتارة بمصر ، وآخر قدومه دمشق فى سنة ٦٥٣ / ١٢٥٥ ، فتوفى بها ودفن بقاسيون عند باب تربة الملك المعظم عيسى قدس الله روحه».
ولا ريب انهم حسدوه لفضيلته العلمية ومنزلته السنية ، فكان رحمهالله ، يأخذ نفسه بالرياضة والتقشف ، وكان له اوراد لا يخل بها. ومؤلفاته دالة على انه حينما يتحدث عن صاحب الرسالة والنبوة يظهر اكرامه لصاحبها بقوله : «قال صاحب الشريعة» ، «وقال عليه الصلاة والسلام». ووصيته التى املاها عند موته تدل على حسن عقيدته وقوة ايمانه ، فقال : «يقول العبد الراجى رحمة ربه الواثق ... وان دينى الاسلام ومتابعة محمد وصحبه وآله عليه وعليهمالسلام ، وان دأبى هو القرآن العظيم ، وامامى السنة وعليهما المعول ، وما صنفته من العلوم فمن نظر فيها فأسأله ان يذكرنى اذا انتفع به فى صالح دعائه ولا قوة الا بالله عليه توكلت وإليه انيب» ـ وكان مع غزارة علمه وتبحره يقول : «من التزم بمذهب العجائز ، كان هو الفائز.»