طائل ، وبنيت له عدة مدارس ، وأثرى وكان له اكثر من الخمسين عبدا ، وكان العلماء يقصدونه من البلاد ، وكان يركب وحوله السيوف المجذبة ، وله المماليك الكثيرة والمرتبة العالية والمنزلة الرفيعة عند السلاطين ، ومناقبه اكثر من ان تعد ، وفضائله لا تحصى.
وقد ذكر المتقدمون «ان الفخر الرازى كان مجدد هذا القرن (القرن السادس)» ، كما قال السيوطى فى ارجوزته :
والسادس الفخر الامام الرازى ـ والرافعى مثله يوازى
وقد كان الرافعى فقيها شافعيا ، فلا يضاهئ الرازى الّذي كان يضرب بسهم فى علوم كثيرة. وكان واسع الاطلاع ـ فكان اظهر ائمة الاشعرية فى هذا القرن ، وقد غلبت فرقتهم على غيرهم.
صنف الامام الرازى فى الفقه والحكمة والتفسير والادب ما يزيد على مائتى مصنف ، وكل كتبه ممتعة ، وانتشرت مؤلفاته فى البلاد وقد حظيت بالاقبال عليها اقبالا عظيما ، فان الناس اشتغلوا بها وضربوا بعرض الحائط الكتب القديمة ، بذ القدماء فى الفقه وعلم الأصول والكلام والحكمة ورد على ابى على بن سينا الشيخ الرئيس ، واستدرك عليه ، وكان له فى الوعظ اليد البيضاء ، وكان يعظ باللسانين العربى والفارسى ـ وكان يلحقه الوجد فى حال الوعظ ويكثر البكاء ـ وكان يحضر مجلسه بمدينة هراة اصحاب المذاهب والمقالات ، ويسألونه فيجيب باحسن اجابة ، ورجع بسببه خلق كثير من الطائفة الكرامية وغيرهم الى مذهب السنة. وكان يلقب بهراة «شيخ الاسلام» ، فعظم ذلك على الكرامية وهم كثيرون بهراة ، وكانوا يرمونه بالكبائر ، وينسبون إليه من مستشنعات من الاقوال ، منها انه كان يقول : «قال محمد التازى» يعنى العربى ، يريد النبي صلىاللهعليهوسلم ، و «قال محمد الرازى» يعنى نفسه ـ