تمهيد
الامام فخر الدين الرازى
نشأ الامام فخر الدين ابو عبد الله (ابو المعالى) محمد بن عمر بن الحسين الرازى (المتوفى سنة ٦٠٦ ه) الشهير بابن خطيب الرى فى وسط القرن السادس فى بيت الشرف والعلم والفضل فى الرى ، قرأ الكتب المتداولة فى الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية على والده ضياء الدين عمر خطيب الرى الى ان وصل الى جوار الله تعالى ، ثم قصد الكمال السمعانى وقرأ عليه مدة. ثم عاد الى الرى وأتى المجد الجيلي وقرأ عليه مدة طويلة علم الكلام والحكمة ، وقد حفظ «الشامل» لامام الحرمين في علم الكلام ، وتمهر فى العلوم ، وقد فتح الله عليه من العلوم ما تفوق به على اهل زمانه وفضل به اضرابه وامثاله ، وانتشر ذكره وذاع صيته وعظم قدره ـ جرى له مناظرات مع اهل الاعتزال فى خوارزم وفيما وراء النهر وخراسان ، ومع الكرامية والباطنية فى الهراة والرى ، وكان ينال من الكرامية وينالون منه شيئا من التكفير.
انه لازم الاسفار ، ونفق على الملوك ، وكان فى أول عهده ضيق اليد ، لم يكن له ثروة ونعمة ، ثم اتصل بالسلطان علاء الدين محمد بن تكش (٥٩٦ / ١١٩٩ ـ ٦١٧ / ١٢٢٠) المعروف بخوارزم شاه ، فحظى عنده ونال أسنى المراتب ، ولم يبلغ أحد منزلته عنده ، وعامل شهاب الدين الغورى صاحب غزنة (تولى على غزنة فى ٥٦٩ / ١١٧٣) فى جملة من المال ، ثم قصد إليه لاستيفاء حقه منه فبالغ فى اكرامه والانعام عليه ، وحصل له من جهته مال