لانه من النوادر التى بقيت لنا ويوضح لنا كثيرا من شأن هذا الامام الجليل ، وهو مجدد المائة السادسة ، ولانه يرجى ان يمكن لأحد من الأعلام ان يرشد القراء الى نسخة أخرى جيدة او احسن منها. وورد ذكر هذا النص فى كشف الظنون تحت عنوان «كتاب النفس والروح» ، ويخبرنا الحاجى خليفة ان لهذا النص تلخيصا لمحمد العلائى ، وعبارته تدل على ان العلائى رتب الكتاب على اقسام ، والصحيح ان الامام الرازى نفسه رتب الكتاب على قسمين ، ولكنه يقول : «وهذا الكتاب مرتب على اقسام : القسم الاول فى الأصول الكلية لهذا العلم».
اما المآخذ الاخرى فلا تذكر هذا النص ولا ترشد إليه ، ولكن القفطى ، وهو اقرب المترجمين الى الامام زمانا ، يذكر كتابا للامام فى علم الاخلاق ، وليس له ذكر فى الفهارس ، ولم اعثر الى هذا اليوم على نسخة منه ،
والعجب ان المستشرق الشهير بروكلمان لا يذكر هذا الكتاب تحت ترجمة الامام ، وانما أشار الى رسالته فى النفس الموجودة بالاسكندرية تحت «الفنون» ، رقمها ١٥٥ ، الرسالة الخامسة من المجموع ، والى رسالة أخرى تسمى «برسالة فى النفس وتحقيق زيارة القبور» ، الموجودة بالفاتح باستانبول ، تحت رقم ٥٤٢٦ ، الرسالة الرابعة فى المجموعة ، وهما غير النص الّذي نبحث عنه ،
الانتقاد على كتب الامام الرازى
أما محتويات هذا الكتاب فانها ترشدنا الى أن الذين اخذوا عليه من المعاصرين ومن جاءوا من العلماء بعده انما نقدوا عليه لشيء لم يثبتوه له ، ولم يحققوا ما نسبوا إليه ، فالامام الشهير ابن تيمية رح استفاد من خزائن علمه ، واستعمل حججه البينة فى مصنفاته ، ولكنه