احيانا يأخذ عليه ، ويقول ، مثلا «ومقصودنا بحكاية هذا الكلام ان يعلم ان ما ذكره الرازى فى هذه المسألة قد استوعب فيه حجج النفاة وبين فسادها ، وأما الحجة التى احتج بها فهى اضعف من غيرها ، كما سيأتى بيانه».
ويظهر بادنى تأمل ان الامام ابن تيمية ما أنصفه فى هذا النقد فانه ذهل عن هذه الحقيقة ان الامام الرازى حينما اوضح فساد «حجج النفاة» ، فانه لا يحتاج الى حجة قوية لاثبات دعواه ، فلا يضره قول الامام ابن تيمية : «اما الحجة التى احتج بها فهى اضعف من غيرها».
وكذا صاحبه الشيخ ابن القيم أحيانا يشير إليه وينقده لنكتة لا توجد فى كتبه. إنه يقول : «وقد ضبط ابو عبد الله ابن الخطيب (الامام الرازى) مذهب الناس فى النفس فقال : «ما يشير إليه كل انسان بقوله «انا» إما ان يكون جسما او عرضا ساريا فى الجسم ، او لا جسما ولا عرضا ساريا فيه ، أما القسم الاول وهو انه جسم ، فذلك الجسم اما ان يكون هذا البدن ، وإما ان يكون جسما مشاركا لهذا البدن ، وإما أن يكون خارجا عنه ، أما القسم الثالث وهو ان نفس الانسان عبارة عن جسم خارج عن هذا البدن ، فهذا لم يقله أحد ، واما القسم الأول وهو ان الانسان عبارة عن هذا البدن والهيكل المخصوص ، فهو قول جمهور الخلق ، وهو المختار عند اكثر المتكلمين.»
«قلت : هو قول جمهور الخلق الدين عرف الرازى اقوالهم من اهل البدع وغيرهم من المضلين ، وأما اقوال الصحابة والتابعين واهل الحديث فلم يكن له بها شعور البتة ، ولا اعتقد ان لهم فى ذلك قولا على عادته فى حكاية المذاهب الباطلة فى المسألة ، والمذهب الحق الّذي دل عليه القرآن والسنة ، واقوال الصحابة لم يعرفه ولم