فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣))
٧١ ـ (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا ...) قل لهم يا محمد : أنعبد غير الله ، مثلكم ، ونسمّي رباّ لا يقدر على جلب النّفع لنا ولا يستطيع أن يدفع عنّا الضّر أو يكشف السوء؟ أنفعل ذلك (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) أي ننصرف عما نحن عليه ونعود القهقرى ونترك دين الحق؟ والردّ على الأعقاب هو الرجوع إلى الوراء واتّباع جهة العقب وهو مؤخّر القدم ، وهو هنا ترك دين الحق ـ دين الإسلام ـ والعودة إلى الشّرك والأوثان. أفنفعل ذلك (بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ) أرشدنا إلى الإسلام ، وتكون حالنا (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ) أي كمن أغرته الأبالسة وألقت به في المهواة السحيقة من الوهاد ، وتركته (فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ) ضالّا لا يعرف كيف يتخلص مع أن (لَهُ أَصْحابٌ) رفاق (يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى) يرشدونه إلى الحق ويدلّونه على طريق الرشاد قائلين له : (ائْتِنا) أي تعال إلينا وكن معنا ، فيعرض عن دعوتهم ولا يطيعهم فيهلك. وما ذكر في صدر هذه الآية الشريفة مبنيّ على ما تزعمه العرب من أن الجنّ تستهوي بعض الناس وتذهب بعقولهم وألبابهم وتزيّن لهم ما شاءت من الأضاليل ، ف (قُلْ) يا محمد : (إِنَّ هُدَى اللهِ) إلى دين الإسلام وإطاعة الرحمان (هُوَ الْهُدى) والرشاد الصحيح وغيره ضلال (وَ) نحن ـ المسلمين إنما (أُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي أوجب علينا التسليم والانقياد والطاعة لأوامر ربّ العالمين : يعني الناس وسائر المخلوقات والكائنات :
٧٢ ـ (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ ...) عطف على قوله السابق : لنسلم ـ تابع له لا في الإعراب بل فيما هو عليه من كون المعطوف عليه من باب ذكر الخاص بعد العام ـ. بيان ذلك أن «الهدى» يدخل فيه كلّ ما أمر الله به ونهى عنه. والمقصود من ذكر الإسلام بالخصوص هو التنبيه على