أدخلوا إليّ وأسرعوا ، فإنني لست خائفا منكم بإذن الله الذي يحفظني منكم وينصرني عليكم.
٧٢ ـ (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ...) أي إذا ملتم عن الحق وانصرفتم عن دعوتي إليه ولم تقلبوا قولي ولا نظرتم في الأمر الذي دعوتكم إليه ، فإنني لم أطلب منكم أجرا على ما قلته وأدّيته عن الله سبحانه ليثقل عليكم ذلك (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ) يعني : ما أجري إلا على ربّي الّذي قمت بأداء رسالته (وَأُمِرْتُ) منه عزّ اسمه (أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) المستسلمين لأمره بطاعته لأن بها نجاة العباد.
٧٣ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ ...) أي لم يقبلوا قوله واعتبروه كاذبا في ادّعاء النبوّة والقيام بالرسالة إليهم ، وانصرفوا عنه كليّة فأنذرهم بهلاك فأنجيناه : خلّصناه ، هو والمؤمنين معه وأمرناه أن يركب (فِي الْفُلْكِ) أي السفينة التي ألهمناه صنعها لينجو من الغرق. وقيل كان معه فيها ثمانين نفسا ، أنجيناهم (وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ) يعني قدّرنا أن يخلفوا قوم نوح بعد هلاكهم بالغرق (وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي غمرنا الأرض بالماء حتى مات جميع أهلها (فَانْظُرْ) أيها المستمع لقولنا (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) كيف كانت نهاية من خوّفناه من آياتنا فلم يرتدع ، وكيف كان مصيره إلى الهلاك!.
* * *
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (٧٤))
٧٤ ـ (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ ...) أي أنه سبحانه أرسل بعد نوح عليهالسلام أنبياء ، يعني بهم إبراهيم وهودا وصالحا ولوطا