هُمْ مُبْلِسُونَ) أي متحيّرون آيسون من رحمته تعالى دنيا وآخرة في وقت لا تنفع فيه التوبة ولا تلافي الذنب.
٤٥ ـ (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ...) أي أهلك آخر من بقي منهم فلم يترك أحد لظلمهم (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) على إهلاك الظالمين المعاندين ، وعلى إعلاء كلمة الحق. ويستفاد من هذا الحمد أنه ينبغي الشكر لله تعالى حين ينزل عذاب منه سبحانه يطهّر به الأرض من الظالمين. وفي العياشي عن الإمام الباقر عليهالسلام في تأويل هذه الآية الكريمة : لمّا تركوا ولاية عليّ عليهالسلام وقد أمروا بها ، أخذناهم بغتة. وقال : نزلت في ولد العباس.
* * *
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٤٩))
٤٦ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ ...) قل يا محمد لهؤلاء المعاندين : إنه في حال أن الله جعلكم صما وعميا (وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ) بأن غطّى عليها بعمى القلوب فصارت لا تعقل (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ