فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧))
١٥٥ ـ (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا ...) أي : انتقى موسى من قومه سبعين رجلا لميقات ربّه : ليحضروا تكليمه له وإعطاءه التوراة فيكونوا شهداء له عند قومه ـ بني إسرائيل ـ إذا لم يصدّقوه في رواية ما يجري أثناء الميقات. وقيل إن هؤلاء السبعين لمّا سمعوا كلام الله تعالت قدرته ، طلبوا رؤيته ، فأخذتهم صاعقة أماتتهم. ثم أحياهم الله تعالى. وهذا معنى (فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) أي الرّعدة حين زلزل الله تعالى بهم الأرض فكادت تتقطع أوصالهم هلعا ، فخاف موسى (ع) مغبّة الأمر وخشي من تهمة بني إسرائيل بإهلاكهم ف (قالَ : رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ) أي دمّرتهم وأفنيتهم ، إذا أردت (مِنْ قَبْلُ) أي قبل هذا الموقف ، فإنك تستطيع إهلاكهم (وَإِيَّايَ) وإهلاكي معهم. وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : إنما أخذتهم الرجفة من أجل دعواهم على موسى قتل أخيه هارون. وذلك أن موسى وهارون وشبّرا وشبيرا ابني هارون انطلقوا إلى سفح جبل ، فنام هارون على سرير فتوفّاه الله. فلّما مات دفنه موسى (ع) فلمّا رجع إلى بني إسرائيل قالوا له : أين هارون؟ قال : توفّاه الله. فقالوا : لا بل أنت قتلته. حسدتنا على خلقه ولينه. قال : فاختاروا من شئتم. فاختاروا منهم سبعين رجلا ذهب بهم ليروا صدق قوله ، فلما انتهوا إلى القبر قال موسى : يا هارون أقتلت أم مت؟ فقال هارون : ما قتلني أحد ولكن توفاني الله. فقالوا : لن نعصي الله بعد اليوم ، فأخذتهم الرجفة وصعقوا فماتوا ، ثم أحياهم الله وجعلهم وزراء موسى على الخير .. (أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) هو استفهام إنكاريّ معناه أنك لا تفعل ذلك بنا بسبب فعل سفهاء القوم من عبادة العجل وغيرها من المعاصي (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) أي ليست الرجفة التي أصابتهم إلا ابتلاءك واختبارك ومن باب شدة التكليف الذي فرضته