(إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (١٥٢) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٥٣))
١٥٢ ـ (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ ...) في هذه الآية وعيد لليهود الذين اتّخذوا العجل إلها ـ وفي الجملة حذف ـ فلأنهم عبدوه من دون الله (سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ) يعني : سيلحق بهم سخط من الله (وَذِلَّةٌ) أي هوان واحتقار (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) أي في هذه الدار ، وذلك بأخذ الجزية منهم ، أو بما أمروا به من قتل أنفسهم ، أو باحتقار جميع الشعوب لهم طيلة مدة بقائهم (وَكَذلِكَ) أي مثل هذا التهديد والغضب والسخط (نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) الكاذبين الذين يفترون على الله ، وهم قد عبدوا العجل ودعوه معبودا وإلها.
١٥٣ ـ (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها ...) أي فعلوا المعاصي وأقلعوا عنها وعادوا إلى حظيرة الإيمان قولا وعملا بعد التوبة عن منها (إِنَّ رَبَّكَ) يا محمّد (مِنْ بَعْدِها) أي بعد صدور التوبة عن المعاصي (لَغَفُورٌ) متجاوز عن ذنوبهم (رَحِيمٌ) رؤف بهم.
* * *
(وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (١٥٤))
١٥٤ ـ (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ...) أي حين هدأ غضبه وسكن روعه بعد ما عاناه من رؤية قومه عاكفين على عبادة العجل ، وبعد إعلان توبتهم عمّا فرط منهم من ارتداد وكفر (أَخَذَ الْأَلْواحَ) التي