التي صلب عليها. والصّلب هو الشد على الخشبة كما ذكرنا أو غيرها كالشجرة والنخلة.
١٢٥ ـ (قالُوا إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ ...) أي أن السحرة قالوا مجيبين فرعون على تهديده : إنّا منقلبون : راجعون إلى ربّنا وخالقنا الذي نوحّده مخلصين بعد رؤية آياته البيّنات ، وانقلابنا سيكون إلى ثوابه الذي يعطينا إياه على إيماننا به وتصديقنا لرسله. ويظهر في هذه الآية الكريمة تسليمهم الأمر لله ، والصبر على بلائه عند الشدة التي قد تنزل بهم على يدي فرعون الجبّار. ثم تابعوا قولهم لفرعون :
١٢٦ ـ (وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا ...) أي لم يثر نقمتك علينا : لم تأخذ علينا شيئا تكرهه ولا تريده إلّا إيماننا بربّنا وخالقنا وتصديقنا بآياته التي جاءنا بها رسوله ، فلم نذنب معك ولا ارتكبنا جرما وليس لك علينا طعن إلا الإيمان بالله وآياته (لَمَّا جاءَتْنا) حين نزلت على رسوله وبلّغنا إياها ورأينا أنها آيات سماوية لا يقدر عليها إلّا الله سبحانه وتعالى (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ) أي أنزل علينا الصبر على هذه الشدة وصبّه علينا صبّا لنتحمّل تقطيع الأيدي والأرجل والصّلب ، ووفّقنا للثبات حينئذ على ما نحن عليه من الإسلام والإيمان ، وتوفّنا : تلقّنا بعد الموت مسلمين على ما نحن عليه من العقيدة وهذا منتهى الإيمان واليقين والصبر على الشدائد. وقد جاء في المجمع : أن فرعون فعل بهم ذلك وصلبهم من يومه فكانوا أول النهار كفّارا سحرة ، وآخر النهار شهداء بررة. وقيل بل عصمهم الله تعالى ، ولم يصل إليهم بسوء ، والله أعلم.
* * *
(وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ