١١٠ ـ (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ؟ ...) أي يرغب في استمالة قلوب بني إسرائيل الذين هم قومه إلى نفسه ، وأن يتقوّى بهم وينتصر عليكم ويخرجكم من بلدكم ، فبماذا تشورون. وقيل إن هذا قول فرعون لقومه. وقيل بل هو قول الأشراف فيما بينهم. والحاصل أنهم طلبوا الائتمار والمشاورة ليعرفوا كيف يتصرّفون.
أما موضع : ما ، في : فما ذا تأمرون ، فيحتمل أن يكون رفعا ، ويكون : ف ، بمعنى الذي. فيصير المعنى : فما الذي تأمرون ، ويحتمل أن يكون محله نصبا ويكون : ما ، وذا ، اسما واحدا ويصير المعنى : فأي شيء تأمرون؟.
(قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (١١١) يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (١١٢))
١١١ ـ (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ ...) قرئ : أرجه ، وأرجه بكسر الهاء وبغير همز بين الجيم والهاء. وقرئ : أرجئه بالهمز وضمّ الهاء. وأصل الفعل : أرجأت وأرجيت. والإرجاء على كل حال هو التأخير. فقد قال القوم لفرعون : أخّره وأخاه هارون واترك الحكم عليهما ، وقيل : احبسهما ، وهو ضعيف (وَأَرْسِلْ) ابعث رسلا (فِي الْمَدائِنِ) البلدان التي حولك (حاشِرِينَ) جماعة يحشرون لك السّحرة ويجمعونهم. وقيل إنه أرسل أهل شرطته وكانوا اثنين وسبعين رجلا ، وهؤلاء :
١١٢ ـ (يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ ...) أي يجيئوك ويحشروا إليك السّحرة المهرة ليأتوا ويعارضوا موسى ويناظروه بسحرهم. والفعل : يأتوك : مجزوم لأنه جواب الأمر والطلب ـ أرسل ... يأتوك ـ وعامل الإعراب فيه محذوف ، والتقدير : فإنك إن ترسل يأتوك. أما الباء في قوله : بكل ساحر ، فيحتمل أن يكون بمعنى : مع. أي يأتوك ومعهم كل