بالوعيد.
* * *
(تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (١٠١) وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (١٠٢))
١٠١ ـ (تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها ...) أخبر سبحانه عن القرى التي ذكرها في الآيات السابقة ، ثم خاطب نبيّه محمدا صلىاللهعليهوآله بقوله : (تِلْكَ الْقُرى) المذكورة (نَقُصُّ عَلَيْكَ) نحكي لك مفصّلا (مِنْ أَنْبائِها) أي أخبارها لتتفكّر بها ولتنذر قومك فيتفكّروا ويعتبروا بما نزل بها من أليم العذاب في الدنيا ، وليحذروا عاقبة ما هم عليه من إصرار على الكفر (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) أي الدلالات الواضحة والحجج الدامغة. وقد قال : رسلهم ، مع أنهم رسله سبحانه ، لأن الرسول يملك الرسالة ، ولأن العباد يملكون الانتفاع بها بعد الاهتداء إلى الحق لما فيها من بيان. فمحمد صلىاللهعليهوآله هو رسول الله إلينا ، وهو رسولنا ونبيّنا ، والإسلام رسالتنا نقتنع بها ونستفيد منها ونحملها إلى غيرنا. أما أولئك المهلكون (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ) أي لم نهلكهم إلّا بعد أن كان في معلومنا أنهم لن يؤمنوا بما كذّبوا به ، وأنهم سيستمرّون على العناد ، وقد عرفنا ذلك منهم قبل إهلاكهم ، فتمرّدهم لم يدعهم يتركوا خطّتهم ويفيئوا إلى الإيمان. فقد كذّبوا بمعجزات رسلنا ، وتبعهم هذا الخلف الذين مضوا على ما كان عليه آباؤهم من التكذيب. وقد جعل الأخفش لفظة : ما ، هنا مصدرية ، وهو