إلى الضلال وحملونا عليه ومنعونا من اتّباع الحق. قال الإمام الصادق عليهالسلام : يعني أئمة الجور (فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ) أي عذّبهم عذابا مضاعفا والضّعف هو المثل الزائد على مثله ، فضعف الواحد اثنان ، وضعف الاثنين أربعة وهكذا. وقيل أراد هنا بالضّعفين من العذاب : واحدا لكفرهم ، وواحدا على إغواء غيرهم (قالَ) الله تعالى : (لِكُلٍّ ضِعْفٌ) أي للتابع والمتبوع أو القائد والمقود عذاب مضاعف (وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) أيها الطرفان من الضالين والمضلّين ما لكل فريق منكم من العذاب المرصود لكم في يوم القيامة جزاء ضلالكم وإضلالكم.
٣٩ ـ (وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ ...) يعني قال السادة والرؤساء لمن أطاعوهم ، أو المتبوعون للتابعين : (فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) أي لستم أفضل منّا ، ولا تفاوت بيننا في درجات الكفر ليجوز لكم أن تطلبوا من الله أن يزيد في عذابنا وينقص من عذابكم ، فنحن سواء. وقيل إن الأمة السابقة تقول للأمة اللاحقة : ما كنتم أفضل منّا رأيا ولا عقلا ، فقد بلغكم ما نزل بنا من عذاب وأننا كنّا أعداء الحق فلم اتّبعتمونا وسلكتم طريقنا؟ ولم تفعلوا معنا فضلا باتّباعنا (فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) من الكفر بسوء اختياركم الذي قلّدتم به سوء اختيارنا ، فأنتم فعلتم الآثام وأمعنتم في الحرام.
٤٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها ...) توعّد سبحانه في هذه الآية مكرّرا بأن المكذّبين بدينه وبحججه وبراهينه ، الذين لا يقبلونها ويتكبّرون عن الاقتناع بها (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ) يعني لا تفتح لقبول أرواحهم عند الموت ، بل تصدّ وتردّ كما ردّت أعمالهم القبيحة من قبل ، فإن أبواب السماء تفتح للمؤمنين دون غيرهم. وعن الإمام الباقر عليهالسلام قال : أما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء فتفتح لهم أبوابها ، وأما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد : اهبطوا به إلى سجّين ، وهو واد بحضرموت يقال له برهوت .. وَهؤلاء (لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى