مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٨٣) قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٨٤) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٨٥))
٨١ ـ (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ..) هذه الآية الشريفة كالآيات السابقة موجهة الى اليهود والنصارى الموجودين في عصر خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآله باعتبار كونهم من أهل الكتاب. وهي تنّبههم الى أنه كما كانت الأمم السابقة مأخوذة بالعهد والميثاق على العمل بما أعطاهم الله من كتاب وحكمة أنزلت على أنبيائهم في كل عصر وزمان ، وعلى الإقرار بنبوة خاتم النبيين (ص) والايمان به والتصديق بكتابه المنزل عليه ، فكذلك ينبغي لليهود والنصارى في زمن نبيّنا محمد (ص) أن يكونوا من الأمم الموعودة به ، المعترفة بنبوته ، الآخذة بعهد الله وميثاقه للايمان به وبشريعته عند معرفته. ذلك الميثاق الأزلي التي صدّقت به الأمم السابقة أنبياءها ، لأن الأمم المعاصرة للنبي (ص) مأخوذة بالعهد ولا بد لها من الاعتراف بالنبي وقرآنه لأنه مصدّق لما بين يديه ، ومن ذلك كتابا موسى وعيسى عليهماالسلام ، وعدم مخالفته (ص) لهما موجب لتصديقه وموافقته وعدم معاداته .. فقوله تعالى : (إِذْ) أي اذكر أو اذكروا يوم (أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) أي العهد على أمم النبيين على ما فسّره الصادقعليهالسلام. ففي التبيان روي عنه (ع) أنه قال : تقديره : وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها. فقوله تعالى من قبيل : إياك أعني واسمعي